حينما وقعت عيناي على الصحف والمجلات الورقية مطلع العام (١٤٠٣هـ) في أول وصول لها إلى محافظة العُرضيات -وكانت صحيفة «المدينة» في مقدمتها- لم تكن أسماء الكُتاب المطروحة في صفحات الرأي والأعمدة تشدني، أو أشعر بانتماء إليها سوى اسم واحد ربما بوصفه ينتمي للعرضيات، هو الكاتب الأستاذ علي بن خضران القرني. رحلة الأستاذ علي بن خضران القرني -عميد الكتاب والصحفيين في العرضيات كما سماه الكاتب عبدالهادي بن مجنِّي في مقال له بالجزيرة اقتطفتُ منه بعض المعلومات- مع الكتابة (الأدبية والثقافية والمجتمعية) رحلة طويلة تمتد إلى العام (١٣٧٦هـ) حينما بدأها في مجلة اليمامة مفتتحًا مقالاته بمطالبات للعرضيات تحت عنوان (لنا آمال كثيرة عسى أن تتحقق)، ثم كتب في جريدة الخليج العربي، ثم في جريدة القصيم، ثم في صحيفة المدينة، وقبل هذا كان مراسلاً لها في الرياض عام (١٣٧٩هـ)، ثم كتب في صحيفة عكاظ وصحيفة البلاد، ثم في صحيفة الندوة، وكتب عام (١٣٨١هـ) في مجلة المنهل، وحتى يومنا هذا لايزال يواصل رحلته مع الكتابة الصحفية في الشأن الثقافي والمجتمعي في هذه الصحيفة «المدينة» وغيرها. لم يتوقف الأستاذ علي بن خضران على الكتابة الصحفية؛ فله نتاجاته الإبداعية، وله مؤلفاته العديدة ومنها (صور من المجتمع والحياة، أبها في مرآة الشعر المعاصر، من أدباء الطائف المعاصرين، خطرات فكر، قراءات عابرة، قراءة في الأعمال الشعرية للأديب الشاعر د. سعد عطية الغامدي) وغيرها.
الأستاذ علي بن خضران من مواليد محافظة العرضيات، وقد غادرها مبكرًا ليلتحق بوزارة الدفاع موظفًا فيها عام (١٣٧٩هـ)، وعمل بالمحكمة الكبرى بالطائف، وعمل مساعدًا لمدير تعليم البنات بالطائف، وآخر ما تولاه هو نائب رئيس نادي الطائف الأدبي ومديره المالي سابقًا، وكان أحد مؤسسيه. خلال مسيرته الطويلة مع الحرف والإبداع حصد الأستاذ علي بن خضران عدة جوائز ومنها جائزة التميز للأدباء السعوديين من مصر، وجائزة عبدالله باشراحيل الأدبية، كما كان أول من حصل على جائزة الشخصية الثقافية في محافظة العرضيات التي تمنحها اللجنة الثقافية بمحافظة العرضيات التابعة لأدبي جدة. ظل وفاء قلم الأستاذ علي بن خضران مستمرًّا لمسقط رأسه (محافظة العرضيات) من خلال كتاباته عنها ومطالباته لها لتمتد إليها يد النهضة والتنمية تعليميًّا وصحيًّا وخدميًّا، وفي المسار ذاته كان حريصًا على تشجيع مثقفِي العرضيات ومثقفاتها، متواصلاً معهم، كاتبًا عن الحراك الثقافي في العرضيات، مشجعًا للمبادرات الثقافية فيها، مشيدًا بالأسماء التي تبرز من حين لآخر، ولم يجد في نفسه حرجًا من بروزها أدبيًّا أو صحفيًّا أو إعلاميًّا، بل ظل خير عون وسند لها. عن نفسي فقد كان كريمًا معي في تشجيعه لي لإصدار ديواني الشعري الأول، وكان مؤازرًا لي على كتابة المقالات، حاثًّا لي على إصدار مؤلَّف، مُعاضدًا لي في اللجنة الثقافية بالعرضيات، مزودًا اللجنة بكمٍّ وافر من إصدارات أدبي الطائف، بل كتب عن ديواني ومؤلفاتي في مجلة المنهل وغيرها من الصحف. عصامية الأستاذ علي بن خضران مع الحياة والإبداع والكتابة تستحق الثناء والإشادة، وهي التي بدأت من مسقط رأسه في (العرضيات التي لم يتنكر لها) مرورًا (بالرياض) وغيرها، وامتدت حتى (الطائف) التي هو اليوم أحد أعلامها. عديدة هي المبادرات التي تبناها الأستاذ علي بن خضران لصالح العرضيات، لكنني سأظل محتفظًا بأهمها حتى تتهيَّأ فرصة إظهارها.