أكد عدد من أئمة المسجد الحرام وأساتذة الجامعات والدعاة أن التشكيل الجديد لهيئة كبار العلماء سوف يدعم العمل العلمي فى مجال البحوث العلمية والفتوى بعد دخول عدد من الأعضاء الذين يمثلون مختلف التخصصات والمذاهب الفقهية المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.. وأكدوا أن الأوامر الملكية الحكيمة عززت رسالة العلماء، وأن المتتبع للتاريخ يجد المكانة العالية التي أولتها دولتنا المباركة منذ تأسيسها، انطلاقًا من اهتمام ديننا الإسلامي، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل والأمناء على ميراث النبوة. وأكدوا أن التشكيل الجديد لهيئة كبار العلماء ظهر فيه التنوع المناطقى والمدرسي والعمرى ومشاركة العلماء من جميع مناطق المملكة في هذا المجلس وتنوع المدارس الفقهية، وهذا التنوع والتفاوت يعطى المجلس قوة كبيرة نظرًا لهذا التنوع الحاصل فى هذه المحاور الثلاث.
فى البداية أشاد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بالأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- وقال: لقد عززت الأوامر الملكية الحكيمة رسالة العلماء، والمتتبع للتاريخ يجد المكانة العالية التي أولتها لهم دولتنا المباركة منذ تأسيسها، انطلاقًا من اهتمام ديننا الإسلامي، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل والأمناء على ميراث النبوة.
وأوضح السديس أن القيادة الرشيدة دعمت النظام العدلي وعملت على تطويره، وفق منهج القرآن الكريم والسنة النبوية، ومكنت للقيام عليه قضاة متميزون ومؤهلون تأهيلا عاليا، ودعمت المؤسسة العدلية بالكفاءات المؤهلة من شباب وشابات الوطن المعطاء.
وأشار إلى إعادة تشكيل مجلس الشورى بقوله: «لقد جاء الأمر الملكي بإعادة تشكيل المجلس حاملاً معه رؤيةً ثاقبة، متسلحاً بكفاءات أبناء هذا الوطن، وسيسهم بالتطوير والنهضة الشاملة وتحقيق رؤية المملكة (٢٠٣٠)».
تنوع مناطقي
وقال الدكتور محمد مطر السهلى أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة أم القري وعضو لجنة حقوق الإنسان بمكة المكرمة: بفضل الله عزوجل وفي ظل قيادة رشيدة حكيمة منذ أن أسست على يد المغفور له الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- والتي تستمد قوتها من شرع الله عز وجل، وأنشئت هيئة كبارالعلماء في هذه البلاد وقد جرت العادة تجديد هذا المجلس بين وقت وآخر لتحقيق التطلعات ولقد سررنا كثيرًا بهذا التشكيل الطيب المبارك والذي ظهر فيه التنوع المناطقي والمدرسي والعمري والعلماء من جميع مناطق المملكة يشاركون في هذا المجلس كذلك تنوع المدارس الفقهية، وهذا التنوع والتفاوت في هذا الاختيار يعطي المجلس قوة كبيرة نظرًا لهذا التنوع الحاصل في هذه المحاور الثلاث، ومما قرره أهل العلم أن تصرفات الحاكم مناطة بمصلحة الرعية وأن من مصلحة الرعية أن لا تقتصر أي تشكيل على جهة أو منطقة معينة أو فئة من الفئات بل ينبغي أن يشارك الجميع وهذا ما رأيناه فى مجالس كثيرة منها مجلس الشورى وهيئة كبار العلماء ومجالس المناطق وهذا مما يدل بفضل الله عزوجل على أن هذه الجولة تتجه فى الاتجاه الصيحح والسليم والقوي والمؤسسي الذي يعطيها قوة على ما هي عليه من قوة وحتى يشعر المواطن بأنه في ظل قيادة تتمسك بالثوابت التي وضعها الإمام عبدالعزيز -رحمه الله- ونحن في ظل وقيادة الملك سلمان -وفقه الله وسدده- وبين كل وقت وآخر نري والحمدلله القرارات التي تثلج الصدر وتشرح الخاطر ومعه عضده ويمينه وسنده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أسأل الله العظيم رب العرش العظيم لهما دوام التوفيق والإعانة والسداد ونسأل الله جل وعلا أن يعين إخواننا ومشايخنا في هذا المجلس الموقر لتحقيق ما تصبو إليه القيادة الحكيمة في بلادنا وما يؤمله كذلك المواطنون بقرارات وفتاوى شرعية تتسم بسماحة ويسر هذا الدين وبتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في المحافظة على المصالح، فإن الشريعة الإسلامية بنيت على تحقيق المصلحة ودرء المفسدة قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولايري بكم العسر).
قامات علمية
وقال الدكتور سامي بن أحمد خياط عضو هيئة التدريس بجامعة جدة الحقيقة: إن إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء وإضافة أعضاء جدد في الهيئة له أثر كبير في دعم الهيئة والاستفادة من القامات العلمية التي تزخر بها بلادنا ولله الحمد وهذا ليس بمستغرب في كل دورة، إذ يحرص ولاة الأمر على دعم هذه المرجعية الدينية بالقامات العلمية من مختلف المناطق والمذاهب الفقهية الأربعة المعتبرة عند المسلمين وهذه المرجعية العلمية يثق بها المسلمون في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ويستهدفونها بالفتوى من أرجاء المعمورة، كما أن لدروسهم ومحاضراتهم وأنشتطتهم العلمية قبولًا وأثرًا كبيرًا في نشر العلم الشرعي الصحيح وتبصير المسلمين بأمور دينهم، كما أنها سدٌ منيعٌ في دحض الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام أو الغلاة أو المتطرفين المنتسبين للإسلام والمحرفين لأدلة الشرع، فلهم جهودٌ عالمية كبيرة في بيان حقيقة الإسلام الوسطي المعتدل ونشر محاسنه، والدفاع عنه من أي مغالط أو مخالف ومن أي تيار أو فكر أو ديانة كان، نسأل اللهُ تعالى لهم التوفيق والسداد وأن ينفع الله بهم أمة الإسلام والمسلمين.
أكبر هيئة للفتوى
وقال الشيخ على بن حامد النافعي مديرعام الإدارة العامة للأمن الفكري والوسطية والاعتدال وعضواللجنة الشرعية بالرئاسة العامة لشؤون المسجدالحرام: إن التشكيل الجديد لهيئة كبار العلماء جاء مواكبا لتطلعات القيادة وفقها الله والشعب النبيل لأن آمال الأمة الإسلامية متعلقة بكل ما يصدر من هذه الهيئة فهى أكبر وأعلى هيئة شرعية تصدر الفتاوي الشرعية المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق منهج الوسطية والإعتدال، وقال النافعي: إن الهيئة الجديدة ضمت وجوهًا متنوعة من التخصصات الشرعية والعلمية التي تحقق الإثراء في الفتاوى وفق جميع المذاهب الفقهية المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، وأكثر ما يلفت الانتباه في التشكيل الجديد دخول عناصر شابة معروفة برسوخ العلم والفقه وهذا سيعطي الهيئة قوة في إصدار الآراء والفتاوى نسأل الله لهم التوفيق، كما احتفظت الهيئة بعدد من الأسماء المخضرمة التي شهدت تأسيس الهيئة في بداية عهدها مثل سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان وفقه الله، وبهذه المناسبة أرنفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للأعضاء الجدد في هيئة كبار العلماء ومنهم إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور بندر بليلة.
تشكيل «كبار العلماء» تميز بالتنوع في المذاهب الفقهية
تاريخ النشر: 22 أكتوبر 2020 00:43 KSA
الأوامر عززت رسالة «ورثة الأنبياء».. مشايخ ودعاة:
A A