إن محبة الخير والبر هو ما يطلبه البشر في آخر زمانهم، وذلك ما جعل أهم رسائل الله إلى الأرض هي الأخيرة التي جاءت في آخر الزمان، لتجمع البشر على ذلك، علَّهم يكونون بشراً أسوياء يسعون إلى الألفة والمحبة والاجتماع، ويتناسون الفرقة والاختلاف، ولا يعلمون سوى الاجتماع على الحق والخير، فيكونون الأمة الوسط التي تسعى إلى الخير وتجمع الناس على كلمة سواء، فلا يكون بينهم فرقة أبداً، وذلك ما أراد الله أن يختم به رسالاته إلى البشر، فيجمعهم على كلمة سواء، لا يعرفون منها إلا الخير والمجد السماوي ينشرونه على هذه الأرض، فتجتمع كلمتهم على الحق والحب والخير والجلال، ذلك هو ما سيجتمعون عليه بإذن الله آخر الزمان فيعرفون طعم الخير بعد أن عرفوا طعم الشرور بإذن الله في هذه الدنيا الفانية، فيحيون في الآخرة سعداء لا يعرفون شراً، فيكونون أسوياء يجمعهم ربهم على خير ينشرونه بينهم فيسعون به ما بقي لهم في هذه الأرض حياة، ثم يكونون السعداء قبل أن يدخلوا جنة الله ويتعرفوا على نعمه في الجنة، فيراهم من حكم الله عليهم بدخول جهنم فيتحسرون على حياة لهم ذهبت سدى في الدنيا، ولا ينالون في الآخرة إلا مثله، نعوذ بالله أن نكون منهم أو معهم، ونسأل الله عز وجل أن نكون من أهل الخير الذين أسعدهم الله بدخول الجنة فذاقوا نعيمها، بعد أن ذاقوا نعيم الدنيا، فجمع الله لهم بين النعيمين والخيرين في الدنيا والآخرة، وهم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، من أهل الخير في دنياهم وآخرهم، وكان لهم أن يحمدوا ربهم فقد جعلهم السعداء في الدنيا والآخرة، وذلك ثمرات الطاعات لمن أراد أن يحيا سعيداً.