رغم محاولات التشكيك بقدراتها ردحاً من الزمن إلا أن ما حققته المرأة السعودية من نجاحات يفوق التوقعات، حيث استطاعت بعطائها -فكراً وعملاً- الدفع بعجلة التنمية الوطنية، فأضحت شريكاً فاعلاً في صناعة التنمية محققة قفزات نوعية تباينت مجالاتها، علمياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. ويعود الفضل بعد الله إلى الفرص التي أتاحتها الدولة لتمكين المرأة لتمضي بكل ثقة واقتدار في مسيرة بناء المستقبل، وقد بدأت طلائع ذلك منذ عقد ونيف عندما لوحظ مشاركة المرأة ضمن الوفود المصاحبة للزيارات الملكية في الخارج ثم مشاركتها في المجالس البلدية ومجالس الغرف التجارية وعضوية مجلس الشورى، فضلاً عن عدة مناصب مرموقة في الداخل والخارج والتي كان أبرزها تعيينها سفيرة في واشنطن والنرويج مؤخراً.
كما لوحظ بالتشكيل الأخير لمجلس الشورى اختيار السيدة حنان الأحمدي (مساعداً لرئيس مجلس الشورى)، ولم يكن هذا الأمر بمستغرب حيث أتاح خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الفرصة التاريخية لتمكين المرأة إيماناً بدورها المحوري والحيوي، حيث إن مسيرة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والمدنية منذ عام 2015 شهدت خطوات غير مسبوقة بهدف تعزيز مكانتها وتمكينها بما يتلاءم مع قدراتها، بل إن مستهدفات رؤية المملكة 2030 جعلت من المرأة السعودية عنصراً رئيساً ومهَّدت أمامها الطريق فكانت مسهمة في مختلف أوجه الحراك التنموي، فقد تضمنت الرؤية من البرامج ما كفل تحويل تطلعاتها الى منجز على أرض الواقع، فخطت المرأة على ثقة القيادة والمجتمع من خلال النجاحات التي تحققت ليس في مجال الطب والتعليم فحسب بل في العديد من المجالات.
لقد نشرت إحدى الصحف المحلية قبل عدة شهور أن مشاركة المرأة في سوق العمل بلغت 25%، وإن كانت هذه الإحصائية دقيقة بالفعل (ربما كانت كذلك) بدليل اعادة هذا الخبر قبل بضعة أيام -ولا أذكر اسم الصحيفة- بأن مشاركة المرأة الاقتصادية قد زادت وبلغت 25.9% في الربع الأول من عام 2020 وأن مؤشر حصة المرأة في سوق العمل (من القوى العاملة) في نفس الفترة المشار إليها آنفاً بلغت 27.5%.
ودون أدنى مراتب الشك فإن المرأة السعودية أثبتت قدراتها التي كانت كامنة وأكدت أنها على قدر عال من المسؤولية وتصدت لكل ما أوكل اليها من أعمال، وهذه الثقة انعكست إيجاباً على الإبداعات والعطاءات، وكلما ارتفعت نسبة الوعي بأهمية مشاركة المرأة في سوق العمل فسوف ينعكس ذلك إيجاباً على الأداء والعطاء.
ولعل «إعلان الرياض عاصمة للمرأة العربية» لعام 2020 تحت شعار «المرأة وطن وطموح» جاء متوجاً لما شهدته المرأة السعودية من تقدم حيث سجل شهادة إثبات على احتفاء بلادنا بالمرأة التي أثبتت حجم عطائها واستحقاقها لهذا التمكين.