تزخر الشريعة الإسلامية بالمبادئ الإيجابية لإنجاز والقيام بالعمل. وتناولنا سابقاً مبدأ العمل حسب الطاقة لا الحاجة، وسنتناول اليوم مبادئ أخرى وحبذا لو تركز الجهات التعليمية على التحفيز وزرع أخلاقيات إيجابية نابعة من البيئة. ولعل الحث على إتقان العمل مبدأ أساسي وحيوي يساعد على تقليل الهدر والتركيز على الإنتاج من خلال الاهتمام بالعمل وإنجازه كما يجب. فإتقان العمل بُعدٌ نحن مأمورون به من زاوية الأعمال التي يحبها الله وهو بُعد مهم يسهم في رفع جودة الإنتاج والحرص عليه. ويستند هذا البعد على الإخلاص والتفاني في الإنجاز وأداء العمل الممارس من قبل المواطن والحرص بالتالي على الإنجاز. وكلما قام الشخص بعمله يركز على إجادته. تخيل لو أننا طبقنا هذا المبادئ سنجد أن العملية الانتاجية تتم بجودة عالية خالية من الهدر، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على الاقتصاد والقيمة المضافة. وتخيل كيف ستكون إنتاجية الفرد في المجتمع وفي كافة مؤسساته الخاصة والعامة من زاوية النتائج المحققة.
ومن المبادئ التي يحرص عليها الاسلام وكانت السبب في انتشاره في بقاع الأرض هي الصدق في العمل والتعامل مع المحيطين والعملاء ويعد من أهم المبادئ التي إن حرصنا عليها وجدنا تأثيرها بصورة مباشرة في رواج المنتجات. وتجد الكثيرين بسبب الصدق يكيلون المدح للغير مع أن هذا من أسس ومبادئ الاسلام التي غرست فينا وان تركت من البعض.
الصدق لاشك تأثيره ايجابي على المجتمع وعلى الاقتصاد اذا ماحرصنا عليه وطبقناه بصورة مستمرة وصريحة. فالتاجر الصدوق مع الأنبياء والصديقين في الجنة. نتحدث عن الصدق ونعجب به ولا نطبقه. والنتيجة المباشرة لعدم الحرص على الصدق هي الغش والتدليس والذي عادة ما يؤدي الى خسارة اقتصادية كبيرة على مستوى الفرد والمجتمع. فالغش والتدليس عادة ما يسيء للمجتمع والفرد وبالتالي ينجم عنه تقييم سيئ يؤثر على المنتجات وبالتالي على قيمتها الاقتصادية. وعدم الصدق في تركيبة ونوعية المنتج هي المقصودة هنا والتي تتم بالتزوير أو عدم ذكر حقيقة المنتج مما يجعل المستهلك ضحية لها، مما يعكس صورة سيئة للمجتمع الإنتاجي.