الصديق الأستاذ أحمد حسن فتيحي رجل أعمال بارع، من مواليد مدينة جدة التاريخية في السنة التي ولدت فيها، بدأ حياته العملية في صياغة الذهب وتجارته مع والده في سوق الذهب الواقع شرق مسجد عكاش، وله سيرة طويلة من الإنجازات في صياغة الذهب وتجارة المجوهرات، وفي عام 1970م افتتح أول شركة تحمل اسمه.
وحيث إن الكتابة هي النسب الذي يجمع بينه وبيني فإن اسمه محفور في قلبي مع كل الأصدقاء المثقفين الذين يحملون أمانة الكلمة، ويعملون على تنوير مجتمعهم بالكلمة بأشكالها وألوانها السائدة.
فهو كاتب واضح العبارة، مشرق المعاني، أسلوبه مباشر، خال من البهرجة اللفظية، حسن النية، صادق.
وهو كاتب أسبوعي في جريدة «المدينة» يعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية.. ومنتظم بتدوين القصص الشعبية التي يتداولها أهالي مدينة جدة التاريخية، ويروي قصص المجتمع الجداوي كما رآها وسمعها، وتصور حياة الآباء والأمهات، وما يثار في المجالس والمناسبات، وما يتبادله رواد المقاهي من أخبار وطرائف، يقول عنها: «كل منا قصة تتشابه ولا تتطابق، وفي كل قصة عبرة، وفي كل عبرة فائدة لمن يستوعبها.. والعبر كثيرة، والاعتبار قليل، ولا تُستوعب العبر إلا لمن أراد الله له أن يفهمها، ويعرف مغزاها، ويتذكرها عندما يحتاجها).
إن صديقي أحمد فتيحي قاص غزير الإنتاج كان يطبع قصصه في كتيبات كنت ومازلت حريصًا على اقتنائها وقراءتها، وأزورها أحيانًا للحصول عليها، فلا أجدها كلها، فأخرج من عنده حزينًا لسوء حظي حينها.
وقبل أسبوع عدت لمجلس الصديق الأستاذ محمد سعيد طيب في (الثلوثية) بعد انقطاع طويل نسبيًا بسبب كورونا، فوجدت عنده كمية من كتاب الفتيحي مكونًا من ثلاثة أجزاء بعنوان (قصص وعبر) للتوزيع لرواد (الثلوثية) فأخذت نسخة منه، وأنا فرح بهذه الغنيمة الثقافية.
في الحقيقة أن كتاب (قصص وعبر) ألهمني بعض الاقتراحات التي يسرني أن أعرضها عليه باختصار شديد:
* أن يستكمل نشر هذا العمل بنشر بقية القصص المنشورة سابقًا في كتيبات.
* أن يطبع أعماله على ورق خفيف الوزن، وليس على ورق صقيل يتعب القارئ بوزنه عند القراءة.
* أن ينشئ موقعًا إلكترونيًا باسم (قصص وعبر) ينشر فيه أعماله القصصية، ولإثراء هذا الموقع المقترح أوصي بنشر القصص التراثية الشعبية الحجازية لغيره من الكتاب والكاتبات أمثال لمياء باعشن وهند باغفار.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
