ومن ضمن المبادئ التي يحض عليها ديننا الحنيف ويحرص على تطبيقها هو مبدأ الإخلاص في العمل والحرص عليه. فالإخلاص ينعكس بصورة ايجابية على الإنتاج ونوعيته حيث يهتم المواطن وتكون النتيجة جودة مرتفعة وانخفاضاً في الهدر نتيجة لمراعاة الفرد لهذا البعد. فالإخلاص ينجم من اهتمام الفرد وتركيزه على ما يقوم به من عمل فتكون النتيجة عملاً جيداً. وفي النهاية ستنعكس القضية في رفع القيمة الاقتصادية للإنتاج المحلي بسبب الجودة وانخفاض الهدر. ولو تم حسابها علي المستوى القومي سنجد أن متوسط إنتاج الفرد سيكون أعلى من الدول الأخرى بسبب تغير عامل واحد وهو الإخلاص من طرف العامل.
ومن المبادئ الهامة الحرص على مدخلات الإنتاج وعلى آلات الإنتاج. والحرص نقصد به الاستخدام السوي بدون إفراط أو تفريط. وبالتالي يتم الاستخدام هنا مع الحرص والحماية له من الخلل أو الإفراط فيه. الأمر الذي يجعل العملية الانتاجية ترفع من نوعية الاستخدام وترفع من الناتج من عملية التصنيع. وبالطبع لابد لها من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد وعلى تنمية المجتمع. وعكس منها الإهمال حيث يرتفع استهلاك مدخلات الإنتاج والمعدات مما يرفع من حجم الهدر والتالف وبالتالي يرفع التكلفة ويخفض القيمة المضافة.
ومن المبادئ الهامة عدم التبذير أو الإسراف في استعمال المدخلات أو في الوقت وينجم عنه هدر غير مقبول.
ولعل ما يدعم السابق هو مبدأ الأمانة في التعامل والحفاظ على ما يؤتمن عليه الموظف في عمله وهو باب واسع ويندرج تحته الكثير من الأخلاقيات والأبعاد التي تجعل الحفاظ عليها واتباعها مؤثراً ايجابياً على النجاح وتحقيق الأهداف. والأمانة ما دخلت في أي عمل وتعامل إلا زانته وعكسها بالطبع الخيانة والتي تدمر ولا تبني.
واهتمت الإدارة الحديثة في بناء الرسالة والرؤية والقيم وذلك لزرع أبعاد ايجابية في الفرد من ضمن أسس الادارة الحديثة وللأسف نسينا أن هذه القيم والرسالة والرؤية مزروعة أساساً فينا كأفراد من تعاليم ديننا الحنيف وشرط أساسي يجب أن يتحلى به الفرد، فهل نتعظ ونعود للأسس وليتها يركز عليها في الكليات بمختلف أنواعها بهدف زرعها مرة أخرى في أبنائنا.