Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الحكمة والقدوة..!!

A A
من الصعوبة أن يتطور الشخص عندما لا يكون لديه أحد يتبعه سوى نفسه!، لأن من أهم عبارات النمو الشخصي والتي نستمع اليها من قائد جيد هي «اتبعني»، ولعل العشوائية في طريقة التعلم عن طريق التجربة والخطأ تؤخر عجلة التقدم والنمو الشخصي بشكل كبير.

إذا كان النمو الشخصي لك من أولوياتك، عليك أن تتعامل مع كل شيء يجذبك بحرص وجدية فالأسلوب الفوضوي في الاختيار لن يساعد على هذا النمو كما تتمنى، لأنك سوف تقع في فوضى لعدم قدرتك على الاختيار المناسب لك، وقد يأخذ من وقتك الكثير حتى تتيقن بأنك تسير على غير ما تبحث بأن تكون عليه، وعليك التركيز على مجالات القوة الشخصية مثل القيادة والتواصل لكي تواصل نموك بفعالية كبيرة.

هل لديك نموذج حياتي ويومي تسير وفقه؟، إذا لم يكن لديك فعليك سرعة البحث عن القدوة التي تساعدك على التعلم للنمو الشخصي ، والحقيقة بأننا نتعلم من أشخاص لم نلتقِ بهم أبداً، ويكونوا القدوة لنا في الكثير من جوانب حياتنا، ولكن الاستفادة منهم أمر هام يساعدنا في حسن الاختيار واتخاذ القرارات التي تناسب حياتنا، ولن تجد ذلك إلا من خلال صفحات الكتب، وأولها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم أبحر فيما ترغب في بحر العلوم المختلفة والأجدر لك حتى تصل الى مبتغاك وهدفك في الحياة.

القدوة القيمة هي المرشد الجيد لك، حتى تصبح مثلها، ولكن القدوة المهنية والقدوة المهارية تستطيع أن تتعلم منها، والأفضل بأن عليك أن تبحث عن الشخصية التي تستحق المحاكاة، ولنا في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في فهم المعنى الحقيقي للحكمة والقدوة، فهو القدوة الحقيقية التي لا تفصل بين السلوك المهني والسلوك الشخصي في جميع جوانب الحياة، وبمتابعة رحلة حياته نحو نشر الدعوة السماوية وقوة الإصرار والعزيمة والحروب التي خاضها، لم يكن الجانب الشخصي من حياته والجانب الاجتماعي إلا جزءاً من هذه الرحلة، وهنا تكمن قوة التأثير والاتباع الذي بقي حتى يومنا هذا وسوف يمتد إلى نهاية الحياة، حيث اقتران القول بالعمل.

لا يوجد شخص ناجح لم يتعلم ممن هم أكثر خبرة، فهو إما اتبع خطواتهم أو حتى استمع الى نصائحهم وحكمتهم التي ساعدته للوصول الى آفاق جديدة، هناك مصنع تعطلت ماكينة فيه فتم استدعاء خبير لحل المشكلة وهو يحمل حقيبة صغيرة لم يكن بداخلها سوى مطرقة قام بالطرق عليها فعاد العمل وقدم لهم فاتورة بمبلغ ألف دولار، وعندما سئل عن تفصيل المبلغ أجاب بأن 1 دولار قيمة الطرق و999 دولاراً معرفة موقع الطَّرق، وهذا يمثل قيمة الحكمة!!

«لكي تعرف الطريق الذي أمامك، اسأل الذين سبقوك إليه».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store