أعتقد أن المملكة العربية السعودية وما يحدث فيها محط أنظار الملايين من أهل البلد والملايين من العرب وغير العرب.. ما يحدث فيها من ثبات وتمسك بمبادئ أصيلة أرساها من أسسوها وتوالوا على قيادتها، وبين النقلات النوعية في استيعاب أجيال جديدة لها أفكارها وطموحاتها ومفاهيمها والتي هي حتمًا مختلفة بحكم العولمة والتقارب العالمي ومن قبلها وبعدها وسائل التواصل الاجتماعي التي تقرب المسافات وتفتح الساحات ليس للحوارات فقط وأنما لصور التغيرات التي تحدث في أنحاء الأرض.. ومن المتعارف عليه أنه من لم يتغير إيجابياً فإنه يعود للخلف وليس البقاء محلك سر.. والجمع والمزج بين الأصول الإيجابية وبين التطورات الإيجابية المحسوبة تجربة سعودية تستحق التأمل والتحليل والدعم.. بلد ما حدث فيها من معجزة أعمار وبناء وتوسع للحرمين مما ييسر الحياة حجاً واعتمارًا.. نمو واستثمار شيء يقف العالم الإسلامي وغير الإسلامي مبهوراً ومقدراً.. بلد يتمسك بقيم الأخوة والمساندة لكل مسلم على وجه الأرض بل وغير المسلم.. بلد يتمسك بعروبته وقوميته العربية والاستفادة والسعي لكل فرصة لدعم هذه الوحدة.. فمن ينكر موقف المملكة من ثورة 30 يونيو حينما كان العروبي الأصيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتولى مقاليد الحكم بل إنه قال (وهناك شهود أحياء على ذلك) لو عطست مصر لأصيبنا جميعاً بنزلات قلبية.. ولعل هذه السلوكيات الأصيلة ليست بجديدة على أحد ولا تزال مستمرة.
وهنا نقول للملك سلمان سلمت وبارك الله في عمرك..
على الجانب الآخر وبتناغم وتحرك محسوب يأتي التطور في أنماط الحياة في المملكة ومن أفكار وثقافة مستنيرة.. فنشر الأفكار الجديدة العصرية الملتزمة تعني أن ولي العهد يؤكد على أن التواصل مع العالم مطلب لابد وأن يحدث.. وحينما يعطي للفنون والثقافة مساحاتها فإنه يؤكد أن الإسلام دين الجمال والفن الراقي، وحينما نرى البنية التكنولوجية المتطورة تربط أنحاء المملكة وتربطها بالعالم فإنه يؤكد أن من حق الشباب السعودي أن يعيش عالمه ويساهم في نقل كل ما يحدث في وطنه من تطوير وحيوية.