Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

وطن هو الأكثر أمنًا...

A A
من المسلمات، اعتماد التصنيفات الصادرة عن منظمات دولية، أو المنشورة في المجلات العلمية المعتمدة دوليًا، كالتصنيفات الصحية والبيئية، وجودة الحياة، ومرتبة الدول بالنسبة لوضع المرأة والأقليات العرقية، التعليم، والاقتصاد، والأمن، وغير ذلك من المشتركات التي تحدد مستوى الدولة عالميًا أو إقليميًا، وتصنيف المملكة العربية السعودية كأكثر أمانًا بين 6 دول عالميًا في ظل جائحة كورونا كما ورد في المقالة المنشورة على موقع: «Wego Travel Blog»، بعنوان: «أماكن آمنة للسفر أثناء جائحة كوفيد- 19»، انعكاس لما عايشناه واقعًا وحقيقة.

يعتمد التصنيف معايير دول الاتحاد الأوروبي المشتركة لتنسيق القيود على السفر، حيث اعتمد التصنيف على المعايير الوبائية، من حيث قدرة الدول على احتواء الجائحة، وتحقيق الاستقرار خلال فترة طويلة من الزمن، وكفاءة النظام الصحي، من حيث توفر السعة السريرية لغرف العناية المركزة، والتوسع في الفحوصات، ومراقبة وعزل الحالات.

أدركنا هذه النقلة العظيمة التي حدثت في كل القطاعات الحكومية بشكل خاص التي كنا قد فقدنا الأمل في اتقان عملها فتطلعنا إلى الحد المرضي، ليس الرضا التام، بل المستوى الأدنى في درجات التقييم، الممتاز، الجيد جدًا، والجيد؛ هناك درجة قبل الأخير هي «مقبول»، حتى هذه الدرجة كنا نتطلع إليها، أو كما يقولون نصف العمى ولا العمى كله، بعد أن أنهكنا العمى الكامل الذي كان يصاب به كل من يعمل في القطاع الحكومي.

لكن خلال الخمس السنوات الأخيرة انتقلنا درجات في سلم المعايير، وخلال جائحة كورونا، اكتشفنا أننا قفزنا إلى التميز المبهر، دون تدرج، استخدمنا استراتيجية «القفز على المراحل»، تطورت القطاعات المختلفة ليست فقط الحكومية بل حتى القطاع الخاص، حتى سلوك الناس اختلف، أصبح أكثر وعيًا بمتطلبات المرحلة، بالتعامل مع الإجراءات والاحترازات، وظروف الحجر والحظر، وعدم التكالب على تخزين المواد الغذائية وغيرها كما حدث في دول أخرى.

الحمد لله، هذه الكلمة أصبحت لا تفارق ألسنتنا ونحن نشاهد ما يحدث حولنا، حتى أكثر الدول تقدمًا في المجال الصحي عجزت عن مواجهة الجائحة، بينما نجحت دولتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والمخلصين رجالا ونساء في القطاع الصحي والقطاعات الأخرى، في التعامل مع كافة التحديات التي واجهتهم، حتى لا يشعر المواطن والمقيم بأي قصور، حتى من خالف نظام الإقامة تمكن من العيش في أمان صحي، فمن حقه تلقي الرعاية الصحية كأي مواطن أو مقيم نظامي.

في كل تفاصيل الحياة تقدمنا تقدمًا أذهل العالم، الذي راعه انهيار العالم الأول، بينما تنجح دولة كانت مدرجة على قائمة العالم الثالث في إدارة أزمة الجائحة بكفاءة عالية!

اسأل مجرب كما يقولون، كل من يقيم على أرض السعودية جرب التعاطي مع مختلف الخدمات ولمس هذا التميز في الأداء، سواء الخدمات الصحية في العيادات التي فتحتها وزارة الصحة، لفحص أو علاج كورونا، أو تلقي نصائح طبية، أو الحصول على المواد التموينية المتوفرة بنفس الأسعار، الخدمات البلدية والأمنية، وكل ما احتاجه المواطن والمقيم على أرض السعودية.

لا أريد تكرار ما ذكرته في مقالات سابقة حول تلك التفاصيل، لكني أريد التأكيد على أن السعودية، ليست فقط الأكثر أمانًا للسفر، بل وللبقاء فيها في كل مواسم السفر، التي كنا ننتظر قدومها بشغف، خلال هذه الجائحة، فقدت وهجها وحوافزها، والعالم من حولنا يعاني من انهيارات على كل المستويات الصحية والاقتصادية وربما تنهار أخلاقيات بعض من عانوا من البطالة والمرض أو الفقد، وأصبح الخطر يكمن خارج وطننا، بينما الأمان هنا في الوطن.. حفظنا الله وحفظ هذا الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store