Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الروائية منال مطر: اتجاهي لكتابة الرواية «بالصدفة»

A A
اعتبرت الروائية منال مطر أن معارض الكتب فرصة ثمينة تختصر الكثير من الخطوات وتجمع المثقف والقارئ، ومنها يقدم المثقف نفسه من خلال الالتقاء بالقرّاء، مشيرة إلى أنها وجدت صعوبة في البداية في الاهتمام من قبل دور النشر المحلية، مما جعلها تتجه لدار نشر خارجية..

«المدينة» التقت الروائية منال مطر وكان معها الحوار التالي..

روائية وأطمح للتطوير

* يمر أغلب الروائيين بتجربة مع القصة ثم يتحول للرواية، أما أنتِ كانت بدايتك مع الرواية مباشرة، ما الصعوبات التي واجهتكِ؟.

- في البداية كانت تجاربي في كتابة القصة القصيرة لكنها لم تر النور بعد وما زلت أحتفظ بها ولم يحن الوقت المناسب للنشر، وركزت بتلك الفترة على كتابة النصوص النثرية والسعي لإصدارها، لكن حينما عزمت على ذلك اختلفت الموازين، فقد فاجأت حتى نفسي بعد أن خضت تجربة كتابة الرواية بالصدفة، فعندما قدمت كتابي من نوع نصوص لدار النشر وبعد الاطلاع على المادة رأوا بأن لديّ حس روائي، وُطلب مني كتابة رواية ولي مطلق الحرية بالقبول أو الرفض وفي كلتا الحالتين سيطبع العمل المقدم، وعندما لاحت لهم موافقتي شجعوني على كتابتها، ولا أنكر تعاونهم معي خلال تلك الفترة، أما الصعوبات التي واجهتها فهي عديدة، أبرزها ضيق الوقت بالتسليم ومع هذا لم أعتذر ولم أتراجع عن خوض هذه المجازفة، وكتبت بكل حب على أمل أن أحقق حلمي بالنشر، إضافة إلى ذلك واجهت صعوبات بسبب عدم إلمامي ببعض الأمور، لكن بالنهاية كل أمر المؤمن خير فلقد كانت تجربة كتابة الرواية من أجمل التجارب الكتابية على الإطلاق ووجدت نفسي بها كثيرًا وما زلت أصنّف نفسي بأنني قيد روائية وأطمح للتطوير، خرجت بأول تجربة كتابية للرواية بكتاب عنوانه «واستبقا الباب» وأصفها بالمحاولة الخجولة برغم اعتزازي بكتابتها، وأشعر بامتنان بالغ تجاه مراهنة أصحاب الدار على إجازة عملي قبل الكتابة، ولا تزال كلماتهم المشجعة حية في قلبي، وأعتقد بأني كنت محظوظة جدًا لأني وجدت التوجيه المناسب بوقت مبكر.

هذا المسلك لن ينجح

* ما سبب تحوّل الكثير من القاصين للرواية؟.

- من المحتمل أن ذلك يعود إلى تحقيق أهداف لعدة جهات، ربما أن أغلبية القرّاء يميلون لاقتناء الرواية مما جعل غالبية دور النشر تتجه لنشر الروايات للنفع المادي، وبالتالي الكاتب يريد أن يحقق الانتشار فيلجأ لكتابة الرواية، إذا كان القاص أو الشاعر أو كاتب النثر يملك حرفية كتابة الرواية فلا بأس بتبادل المنفعة، لكني ضد فكرة كتابة الرواية لمن ليس لديه الملكة، يكتب لمجرد أن يلحق بالسرب، وهناك الكثير من سلكوا هذا المسلك ولم ينجحوا.

* ما أبرز الروايات التي قدمتيها؟.

- عملان هما: رواية «واستبقا الباب» صدرت العام الماضي ٢٠١٩، وهي اجتماعية عاطفية، قصتها عن فتاة تدعى سلام تمر بتجربة فقد عزيز ثم تدخل في حالة اكتئاب لسنوات فتقوم والدتها باستشارة طبيبة نفسية تقترح على الفتاة أن تكتب لتخرج من دوامة الاكتئاب، وبعد تدهور حالتها النفسية تقوم والدتها بإدخالها لمصحة فتلتقي هناك بفتيات يشبهنها بنفس المعاناة، وتدور غالبية الأحداث بالمصحة حتى نهاية الرواية، هي رواية جمعت فيها ما بين القصة والنصوص النثرية، أتمنى أن أوفق في أن أنال شرف الجمع بين شريحتي القرّاء ممن يفضّلون النثر والرواية، العمل الثاني «ذبح عظيم» أصدرتها هذا العام ٢٠٢٠، رواية اجتماعية تاريخية عاطفية، عن الطفل مساعد الذي يُقتل والده أمام ناظريه وهو في عمر الخامسة، وعند وصوله سن الحادية عشر يصبح يتيمًا فيعتزل القرية ويعيش لمدة ثلاثة عشر عامًا منعزلًا في كهف مصرًا على أن يأخذ بثأر أبيه، وتدور أحداث الرواية حول قبيلة وكيف تطوّرت حياتهم، اخترت أن أكتب هنا عن قبيلتي كوني على علم بالمناطق والعادات، أتمنى أن ينال العمل الاستحسان والانتشار.

معارض الكتاب مهمة

* انطلاقتكِ الحقيقية كانت من معرض الكتاب، كيف تجدين هذه المعارض وأهميتها للمثقف؟.

- فعلًا معارض الكتب تختصر الكثير من الأمور، فمثلًا توفر للقارئ الكتب التي لا يجدها بالمكتبات والمواقع المختصة، وأيضًا للكاتب، فالمعرض بمثابة المنبر له يستطيع تقديم نفسه والالتقاء بالقرّاء بشكل مباشر، ويتناقش معهم بدون أي عوائق. بالنسبة لي أشعر بالانتماء الشديد لمعارض الكُتب وأحرص على التواجد بها في كل عام ولو بشكل غير مكثف، فذلك يعود عليّ بالنفع الثقافي والاجتماعي.

* لماذا تشكّل كتب الروايات عنصر جذب وإقبال لمرتادي معارض الكتاب؟.

- الروايات عالم مستقل فيه يستطيع الكاتب أن يكتب ألف فكرة برواية واحدة، وبالمقابل القارئ يريد أن يقرأ قصة بأحداث جاذبة وفلسفة ظاهرة، هو يبحث عن ما يخرجه من واقعه ويضفي على وقته بالمتعة ويملأ خزينته اللغوية ويفتح أفاق المعرفة لديه، والرواية الناجحة تجمع ذلك كله، وأحب أن أنوّه أيضًا بأن طريقة التسويق لها تأثير قوي جدًا، والدليل هناك روايات تصل لطبعات عديدة وهي ليست بالمستوى المأمول، في النهاية ومع بالغ الأسى القارئ هو من يقع بهذا الفخ، والكاتب يظل حبيس للصورة الخاطئة عنه مما يجعله يغفل عن الاهتمام بتطوير نفسه كروائي.

* ما سبب اتجاهكِ لدور نشر خارجية، وهل دور النشر المحلية لا تشجع المبدع؟.

- تجربتي مع دار بوكلاند الكويتية برواية «واستبقا الباب» أتت بمحض الصدفة مثلما ذكرت بالسابق، لم أتعمّد النشر بدور خارجية، لكني أيضًا وبصراحة في بداياتي لم أجتهد في البحث عن دور محلية وسرعان ما وفقت بالتعاون مع هذه الدار، وأود أن أستغل الفرصة لأشكر الأستاذ جاسم العمران مدير دار بوكلاند الكويتية للنشر والتوزيع على دعمه لي واحتوائه لحرفي برغم أنني لم أتعاون معه في العمل الثاني إلا أنه لم يتوان للحظة عن تقديم يد العون لي ككاتبة واعدة وتعامل مع إصداري الثاني كما لو كان نشر عن داره، أما تجربتي الثانية برواية «ذبح عظيم» تعمدت النشر بدار محلية وبذلت قصارى جهدي بالنشر بالدور المحلية المجانية، هناك العديد من الإيميلات التي تحمل بين طياتها الرفض بالتعاون معي لأسباب مبهمة، لكن ذلك لم يثبط من عزيمتي وواصلت البحث حتى وجدت الموافقة وتم التعاقد مع دار تكوين السعودية للنشر والتوزيع، بنهاية الأمر أقول لكل كاتب وكاتبة يرغب في النشر إن الطموح لا يحتاج منا أن نستسلم عند أول رسالة رفض، بل إن هذا الأمر ليس بنهاية المطاف ولا يعني أبدًا بأن المادة ليست جيدة بقدر ما أن الله يريد لك الأفضل.

الإبداع ليس مقصورًا على أحد

* من هم أبرز الروائيين حاليًا في رأيك؟.

- هناك العديد من الأقلام الجميلة والمبدعة والتي لا يسعني ذكرها، وبالمقابل هناك أسماء لا تقل أهمية عنها لكنها لم تحظ بالانتشار للأسف، أقلام مظلومة إعلاميًا، على سبيل المثال الروائية ولاء عودة أبو غندر هذه النابغة محجوبة كليًا عن الانتشار ولا أعلم السبب برغم اجتهادها وأعمالها الرائعة بشهادة الجميع، الإبداع ليس مقصورًا على أحد، بل إن كل كاتب حقيقي لديه حس إبداعي بإمكانه أن يبرز متى ما أتيحت له الفرصة وتهيأت له الظروف.



كتابان جديدان ولكن

* ما جديدك المقبل؟.

- انتهيت من تجهيز كتاب نثر بعنوان «كهيعص» وفي كل مرة يتم تأجيل طباعته بسبب حرصي على أن ينشر بوقت مناسب، أرجو أن ُيطبع هذا العمل وُيوزع من قبل جهة تقدّر هذا النوع من الأدب، فهذا الكتاب يعني لي الكثير على الصعيد الشخصي وأطمح له بالانتشار، وأيضًا شرعت في كتابة رواية بعنوان «مآرب أخرى» ما زلت لا أرى لها ملامح واضحة، فأنا من فئة الكُتاب الذين يرتجلون في الكتابة ويفضلون عدم التخطيط المسبق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store