في محافظة ينبع من على ضفاف البحر الأحمر مدينة حالمة عشت فيها جل أيام عمري، قدمت إليها من رحاب طيبة الطيبة ومن جوار سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، على ثراها الطيب الطاهر يعيش أبناء وبنات الوطن من مختلف مناطق المملكة يشكلون وحدة وتلاحمًا فريدًا من نوعه في كل قطاعات ينبع، تحت ظل قيادة حكيمة أعطت لشعبها كل ما يحتاجون إليها من متطلبات جودة الحياة.
منذ تكليفي بمهام الإشراف والتخطيط لفعاليات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وكان ومازال عندي يقين بأن ينبع وأهلها يمثلون أرضًا خصبة للعطاء المتميز والفعاليات المتجددة التي تعبر عن حب الوطن والانتماء إليه.. بالتزامن مع انعقاد قمة العشرين تواصلت معي مجموعة من الفتيات والسيدات الحرفيات بينبع وبادرن بالتخطيط لتنفيذ معرض فني حرفي باسم نادي حرفيات ينبع بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فكانت رعاية محافظ ينبع الأستاذ سعد بن مرزوق السحيمي لهذه الفعالية تأكيدًا لدعم المرأة وتمكينها وتقدير جهودها ومشاركتها الفاعلة في تحقيق رؤية وطن.. وكان للقطاع الخاص كلمته ومشاركته فكانت الاستضافة في موقع استثماري جميل على ضفاف البحر في هوليداي فيللا.
كانت أول فعالية للحوار الوطني مع الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي في ينبع عام 1432هـ وهذا للتاريخ أسطره وكان بالشراكة مع الخدمات التعليمية في الهيئة الملكية بينبع الصناعية، وهانحن اليوم في عام استثنائي تحقق فيه المملكة نجاحات باهرة وتقود العالم في قمة العشرين كان لابد أن يكون للفن والحوار صوته وبصمته وكان لابد للمرأة أن تشارك بتوثيق هذه الفعالية كلمة ولوحة وابداعًا وتميزًا بأفكار تحلق بنا عبر الزمان والمكان.
أعلم يقينًا أن الوطن يضم بين جنباته وفي كل بقعة منه نساءً ورجالا وشبابًا وفتيات يريدون التعبير عن الحب والانتماء والفخر بالوطن.. وما أجمل أن نخطط معًا بروح الفريق الواحد لتظهر أعمالنا المبهرة والتي تليق بانجازاتنا.
سأرسم بكلماتي على الورق جمال ما رأت عيني من ابداعات حرفيات ينبع وسأحكي للتاريخ هنا في وطني حب مختلف للقائد وللأرض، للسماء وللبحر، طيورنا تغرد بحبك ياوطن، جبالنا شامخة لا تهزها ريح جبل رضوى يطل علينا بشموخ وفرح ويبارك لنا فرحتنا بمنجزاتنا، وبحرنا عامر بخيراته، هنا وجهة العالم، هنا رافد قوي لاقتصاد الوطن، ميناء ينبع يستقبل الحجاج، ومدينة تجاور سيدة المدن في جوار نبي خاتم، ينبع الحضارة والتاريخ والجمال والابداع، والفلكلور الينبعاوي يترنم به أهله يحافظون عليه عبر الأجيال، ينبع مهوى أفئدة السياح والزوار من مختلف دول العالم.
في ينبع عرفت من يعشقون الفن والمسرح والأدب والفكر والثقافة والتاريخ واللوحة الجميلة والرياديات في مجال الأعمال والحرفيات، ما يميزهم جميعًا الاتقان والجودة في حرفتهم التي يعشقون وحبهم لتراثهم الذي به يفخرون.
فعالية استثنائية في عام استثنائي قادت فيه المملكة العالم في قمة العشرين لابد أن يكون ختامه توثيقًا احترافيًا بلغة الفن والكلمة والحوار الهادف نبني مستقبلا للأجيال، نحلم ونحن نقف على أرض قوية صلبة، في قلوبنا ايمان عامر متجدد بأن الله معنا سيكون التوفيق حليفنا والمجد لنا والصدارة والتميز لها أهلها ونحن كذلك بحول الله.
سأظل فخورة بالانتماء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ما حييت، عبر بوابته تحقق لينبع تنفيذ فعاليات وطنية استثنائية ايمانًا من قيادته بدور المرأة وتمكينها، وسأظل فخورة بأهل ينبع وكرمهم وتفاعلهم وعطائهم اللامحدود وايمانهم بقيمة الحوار ودوره في صناعة الانسان والتسامح والعطاء والحب الصادق النابع من قلوب طاهرة.
دمت وطني في عز ومجد وتمكين وسنتابع مستجدات الإنجازات والأرقام والمؤشرات الدولية التي تثبت لنا وللعالم بأننا على الطريق سائرون نحو تحقيق هدفنا الذي ننشده بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبرؤية وطنية عملاقة يقودها ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان.. كلنا ثقة بكم وبأن المستقبل لنا.