دوماً يرى الغرب أن المرأة المسلمة إحدى الوسائل التي يمكنه عبرها أن يشوه دولنا، رغم أن قضاياها أقل بكثير من ناحية الإساءة إليها حتى من الحضارة الغربية في بعض الدول الغربية. بل لعلي أؤكد أنها أكثر منها حفاظاً على كرامة المرأة وحفظ حقوقها. وإذا كانت الإساءة تصدر عن بعض الأفراد فالثقافة الإسلامية، ومن أصولها الدين، بعيدة كل البعد عما يزعمه الغرب من إساءات الى النساء، يزعم أن مصدرها ثقافتنا الدينية، ويظل المنهج الغربي في النظر الى المرأة المسلمة يحمل الكثير من التشوهات التي تجعله يحكم على قضاياها وفق ما رسمته صحافته وإعلامه الذي يعتمد على مصادر تُفبرك المواقف من المرأة العربية والمسلمة وتنسبها لثقافتنا، ولو راجعت الأحداث في مجتمعاتنا العربية والمسلمة، ولو اتخذنا نفس الأسلوب لوجدنا أن المرأة الغربية هي الأكثر تعرضاً للإساءة في مجتمعها الغربي، ولكنا قوم لا نفبرك أخباراً وقضايا لنستخدمها للإساءة الى الغير.
لقد تحملت مجتمعاتنا الإسلامية الكثير من الإساءات من الغرب عبر الصحف ومختلف وسائل الإعلام وعبر ما سماه الغرب حقوقاً للإنسان قد لا يتفق كثير من دول العالم معه عليها، ويرسم منها قضايا لا يجد لها أمثلة في دولنا فيهاجمها بسبب ذلك ويسيء اليها دولاً وأفراداً، وهو أمر يمكن أن نتخذ منه مثالاً ونموذجاً للإساءة الى الغرب بنفس الطريقة وعدم الكف عن ذلك حتى يكف الغرب عن طرائقه التي أصبحت تتوالد عبر ثقافته للإساءة الينا، وللحياة أساليب تخلو من الإساءات يمكننا ويمكن للغرب معنا استخدامها في علاقات مثلى بعيداً عن كل ذلك.