Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

(مكافأة) للأمهات..!

صدى الميدان

A A
* فرض التعليم عن بعد واقعًا جديدًا، لم يكن أمام (الأسرة) إلا أن تتفاعل معه، بل وتشارك في انجاحه قصدًا كان ذلك أم عفوًا، فمنظومة التعليم عن بعد غيرت في ترتيب المعادلة المتعارف عليها قبل كورونا إلى حيث أن جعلت (الأسرة) هي الأساس، حيث لا معنى، ولا نجاح بدون أن (تتسمر) الأسرة أمام الشاشات طوال اليوم، حسب ما تفرضه طبيعة مراحل دراسة الأبناء.* فالأسر في هذا تتفاوت، وصولًا إلى الأسرة التي تعيش يومًا دراسيًا (كامل الدسم)، بوجود الأبناء في كل المراحل الدراسية حتى الجامعة، وهذا يعني أن المنزل تحول إلى (أكاديمية) لا صوت يعلو فيها على صوت منصة (مدرستي)، تلك المنصة التي هيمنت على يوم (الأسرة) بالكامل، بل وجعلت الأم في موقع (القيادة)، خاصة في المرحلة الابتدائية، وتحديدًا في الصفوف الأولية.* فلا يمكن بحال أن تقدم لتلميذ الصف الأول المادة العلمية دون أن يتعايش مع معلمه، وبحكم أن المعلم اليوم يقوم بدوره (من وراء حجاب)، فما من حل لتجاوز تلك المعضلة إلا أن يُرمى الحمل على كاهل (والدته) غالبًا، ووالده أحيانًا، حيث أن الوالدة أكثر صبرًا وحرصًا، حتى وإن أضافت منصة مدرستي عليها عبئًا كبيرًا فوق ما على (الأم) من أعباء جرت بها العادة في مجتمعنا.* دون أن يعني ذلك التقليل من حجم الجهد الذي يبذلنه (الأمهات) في متابعة بقية الأبناء في المراحل المختلفة، إلا أن الصفوف الأولية بحكم ما تفرضه (الحاجة)، تظل متابعة الأبناء فيها (اتجاه اجباري)، حيث لا تحصيل ولا نتيجة ترجي لتلميذ تسلمه لمنصة مدرستي وتقول: (دبر حالك)، وكيف له أن يقوم بذلك، ودائرة اهتماماته حدود عالمه لا أكثر، وهذا ما يفرض أن تكون الأم خلف أبنائها، تتابع هذا، وتصوب لهذا، وتهمس في أذن هذا بالإجابة، وفي نهاية اليوم تخرج بكم كبير من الواجبات، عليها أن (تحلها)، أقصد أن تشارك أبناءها في الإجابة عليها.* هو عبء كبير، وهم أكبر، بقدر ما كان للأمهات فيه بصمة (نحن لها)، إلا أن ما يجول في ذهني تجاه ذلك هو تساؤل: كيف من الممكن أن يكافأ ذلك الجهد لأم تقضي يومها في متابعة أبنائها، وماذا يمكن أن يقدم لها من مكافأة (تقارب) عظيم جهدها؟ أثق أن تلك الأم ترى في نجاح أبنائها أجمل هدية من الممكن أن تقدم لها، ولكن في المقابل، ومن منطلق المتاح (الممكن)، فإن على الآباء أن يثمنوا (عمليًا) ذلك الجهد للأمهات بمكافأة مجزية تكون من القيمة بما يهون عليهن تعب الفصل الأول، ويمهد بدفعة معنوية كبيرة لاستقبالهن (هم) الفصل الثاني.. وعلمي وسلامتكم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store