كنت أنظر إلى الانتخابات كأداة اختيار قد تكون عادلة إذا لم تتعرض إلى نوع من التزوير، ولا يكون المال وسيلة للوصول إليها. وحتى هذه اللحظة ليس مقنعاً بما يفرض على المرشح لعضوية المجالس السياسية بأن يدفع مبلغاً كبيراً وكأنه يشتري العضوية حتى ولو كان هذا المال يذهب لخزينة الدولة، ولعل من يدفع هذا المال يحاول الحصول على مثله مدة عضوية بطرق يعرفها الجميع، وتصبح العضوية وكأنها تُشترى بالمال.
وفي الغرب بعض المناصب لا يصل إليها الا بعد أن يدفع أموالاً ليست بالقليلة وهو حتماً ساعٍ الى استرجاعها بصورة أو أخرى، ثم هناك ما يخطط له في ساحة الانتخابات بطرائق مشبوهة في كثير من الأحيان في مجريات الانتخابات، فالحرب التي تضرع لها الرئيس الأمريكي أثناء رئاسته وفي فترة حكمه من اليوم الأول لاعتلاء المنصب، كان وكأنه تخطيط دقيق للوصول به للخروج من المنصب مهزوماً، وهو ما حصل مؤخراً مما اضطره الى حرب شرسة للنجاح في الانتخابات وإن فشل. فالظروف كانت غير مهيأة لانتخابات عادلة يمكن أن تنتج نجاحاً له للبقاء في منصبه، وقد بقي فيه بعض الرؤساء لفترتين، حتى أن ما جرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية أصبح لوناً لا يحصل في دول العالم غير المتقدم الذي يضرب به المثل على سوء الانتخابات بدرجة كبيرة.
والولايات المتحدة تترأس الدول الديمقراطية، وهي تدعو الى الديمقراطية، بل تكاد أن تجبر دول العالم على هذا النظام، مع النظام الحر في الاقتصاد، وكل خلل في سلوكها نحو الديمقراطية أو حرية الاقتصاد يُضعف دعوتها لكليهما، وهو الملاحظ اليوم، فديمقراطيتها لا تتعداها الى غيرها أبداً وكذلك تعاملها الاقتصادي الحر.. فهل سعت لأن تكون قائدة لكليهما في العالم؟