عن اللغة العربية أكتب لكم هذا المقال وعليكم أنتم تسميته فسموه ما تشاءون وعلقوه إن شئتم في المكان الذي ترونه يناسب مكانته!! واللغة يا سادتي ليست مجرد حروف و(لا) جمل و(لا) هي مبتدأ و(لا) خبر و(لا) هي فعل و(لا) فاعل و(لا) مفعول بل هي انهار وجود وتفاصيل خلود وأغاني تليدة في حقل خال إلا من الهدوء، صباحاته أوراق ملونة وأزهار مغسولة بالطل التقي وموسيقى عصافير ناعمة ترسم أيامها وأحلامها فوق أتلام محرومة ومشتاقة جدًا لعزف محراث جاف وصلد يتقن صهيل الفعل العربي الأصيل لتأتي بعده الأنباء السعيدة، هي لغتنا هذه التي أحببناها جدًا وعشقنا غنجها وخفرها وسلاستها وأناقتها وحنانها وطهرها وبراءتها وعسلها وحكايات أيام الجدات عنها ولياليها التي تلفنا بين يديها ونصحوا فنجدها حولنا تنادينا تلاغينا تحاكينا في بيت شعر شفيف لشاعر نظيف نظم من دمه وعنائه وتعبه قصائده الحبلى بالنغم والمملوءة بالفرح والعشق والتفاصيل المذهلة..
اقسم أنني عازم أن أرد بعضكم للحروف النابضة واللغة التي حملت إلينا كلام الله في نون والقلم وما يسطرون، قرآن إبداعاته لغة وبلاغاته وجوه وصور (لا) تنتهي وماذا أحدثكم يا سادتي وأنتم اللغة التي أكتب بها وتكتبون، حين يفرح أحدكم يغني لها وحين يتألم يصرخ بها، هي لغتنا المسكونة بأدب جمع بينه نغم وحروف وأطياف فاتنة ونسائم هيل وسيل وليل وزنجبيل وأشياء أخرى تطير في سموات ليس فيها سوى أرواح محلقة وصافات وصافنات جياد تتوق إلى أن تكون أو (لا) تكون، هي شموسنا وأقمارنا والنجوم، هي لغتنا التي تسكننا ونسكنها هكذا منذ تاريخ الهبوط وحتى اللفظة الأخيرة..
(خاتمة الهمزة).. سينها وصادها وضادها ونونها هي أحصنة قرنفل لمقال يكاد (لا) ينتهي لولا ضيق المساحة التي أخترتها تكون قصيرة جدًا واللغة شعور والحياة كلمة... وهي خاتمتي ودمتم.