لا يميز البعض الفرق بين المتعة والسعادة ويخلطوا كثيراً بينهما وقد يعتقدوا بأنها شيء واحد لأنهم يركزوا على الجوانب المتشابهة بينهما ولم يتأملوا في الفروقات، فبعضنا يبحث عن السعادة والمتعة ويسعى لها بوسائل متشابهة ولذلك يظن أحيانًا بأن السعادة والمتعة هي شيء واحد، فالسعادة حالة ذهنية تأتي من داخل الفرد وليست ردة فعل لمؤثر خارجي، ويعيش الفرد سعيدًا عندما يكون راضي وممتن عن حياته وأعماله وما يعيش فيه من نعم وهذا لا يعني أن الفرد السعيد لا يوجد لديه أي سلبيات ولكن السعيد هو من يعيش في رضا عقلي وروحي ونفسي مع ذاته ومن يعيش حالة رضا وسكينة وتصالح ولا يجعل العوامل الخارجية تسيطر عليه.. أما المتعة فهي الفرحة بالتمتع بشيء ما وهي لحظية وتعتمد على عوامل خارجية على عكس السعادة التي يكون وقتها أطول وتعتمد على عوامل وسلوكيات شخصية وإيجابية، فالمتعة قد تكون في وجبة غذائية لذيذة وتنتهي أو تكون في رحلة سفر وتنتهي أو شراء سيارة أو لعبة ثم يتسرب الملل إليك منها أو غيرها من اللحظات المؤقتة التي تسببها عوامل خارجية وتنتهي المتعة بمجرد انتهاء تلك العوامل.
الفروقات بين المتعة والسعادة كثيرة منها أن المتعة قصيرة المدى والسعادة طويلة المدى، المتعة تسببها عوامل خارجية وقد تكون غريزية والسعادة تأتي من داخل النفس البشرية وكثيرًا ما تسببها عوامل روحانية، كثيراً ما تكون المتعة في الأخذ في حين عادة ما تكون السعادة في العطاء، المتعة يمكن أن تحققها بالماديات وقد يمكن شراؤها في حين السعادة لا يمكن شراؤها بالماديات في كثير من الأحيان، المتعة عادة ما تتحقق بشكل فردي في حين تتحقق السعادة في الغالب بشكل جماعي، كما إن المبالغة والإفراط في التمتع ببعض الأمور قد يؤدي في الغالب إلى إدمانها في حين إن الإفراط في السعادة لا يؤدي إلى أمور سلبية.
يؤكد بعض المختصين بأن السعادة لا ثمن لها ولا يمكن أن يتم شراؤها فقد ترى أغنى الأغنياء ممن يتمتع كل يوم بالعديد من المتع المختلفة من خلال الأموال التي ينفقها لكنه في نهاية المطاف لا يستطيع أن يعتبر نفسه سعيداً لأن تلك المتع لها وقت محدد وتنتهي ثم قد يعود إلى البؤس الذي يعيشه، ولذلك فإن بعض أصحاب الأموال حول العالم سعوا لأن يستفيدوا من ذلك الخلط بين المتعة والسعادة وجعلوا من تلك المتع المؤقتة نشاطاً تجارياً ضخماً ليوهموا البعض بأنهم من خلال شراؤهم لتلك المتع سيتمكنوا من الحصول على السعادة وهذا ما يستغله بعض المسوقون أيضاً والحقيقة أنهم يعودوا بعد تلك المتع اللحظية إلى واقعهم التعيس وإلى البؤس مرة أخرى.