Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

روتيني ..!

A A
ارتبطت كلمة الروتين في حياتنا بشكل مباشر أو حتى غير مباشر، والكثير من الناس تحدث حول مفهوم وتعريف الروتين، وكانت الصور بين مؤيد أو معارض للروتين ولكل منهم أسبابه ومبرراته التي جعلت من الروتين شيئاً إيجابياً يلازم الانسان خلال يومه وبقية حياته، ولكن هناك من تمرد على هذا الروتين وسخّره بطريقة أو بأخرى نحو تحقيق أهدافه وطموحاته، وهناك أيضاً من استسلم لروتينه وجلس يمضي حياته رهينة له دون أن يستطيع أن يخرج من دائرته التي مع كل الأسف هو من صنعها لنفسه.

ولعل تعريفات الروتين المختلفة تساعد على فهم هذه الحالة بشكل أكثر، فالروتين -وهي كلمة فرنسية الأصل- هو أسلوب معين يحكم عمل الجهاز الإداريّ ويطلق عليه (إجراءٌ روتينيّ)، أو جمود الجهاز الإداريّ أي تعاني أجهزة الإدارة من سطوة الرُّوتين، وبالتالي ملل الموظَّف من رُوتين العمل اليومي، وكذلك هو إجراءات تتم بطريقة محدَّدة تجري على وتيرة واحدة في عمل الأشياء والتكرار دون أي تطور ملحوظ، ولذلك فإن الروتين قد يبدأ من إجراءات العمل أو حتى من الشخص نفسه ثم يستمر معه لفترات طويلة حتى يحول الى عادة أو سلوك ممل يصعب التحكم أو التغلب عليه بين كل الأطراف.

ولكن من رأى أن في الروتين إيجابية، نظر الى أن وضع أطر وآليات لكل يوم ولكل إجراء يقوم به هو جزء مهم للمساعدة في عدم إهدار الوقت والسيطرة عليه بشكل جيد، من خلال التخطيط الفعال نحو الأهداف المستقبلية التي دائماً ما تحتاج الى الاستعداد الكافي للوصول لها، وهناك الرأي الآخر الذي يرى في الروتين الحاجز النفسي الممل، والعمل بطريقة موحدة وأن النتائج لا يمكنها أن تتغير ما لم يطرأ تغير وتطوير لأي إجراء تقوم به في رحلة الحياة، والتي تحتاج الى الجرأة والتجديد في التعامل مع متغيراتها وسرعة تحديثاتها.

يظل الروتين بكل صوره هو من يقف أمام أي مبادرات يقوم بها الإنسان، والذي يحد ويمنع تغير المسار، حتى عندما نعرف بأن التغير ضروري لنجاحنا، وسوف يتم فقد الحوافز لأي تغير إيجابي نحتاجه ، لذلك يجب الخروج من الروتين عن طريق تقبل مسئوليات حياتك وقراراتك، ولابد أن تعرف أين تريد أن تكون، قسّم أهدافك الى أجزاء سهلة التنفيذ، وأخيراً ابدأ بالعمل وبالتحرك.

ستجني مكافأتك في الحياة من خلال فعل الشيء الصحيح دون أن يخبرك به أحد، أما إن فعلته من خلال تلقي توجيهات مرة أو مرتين أو حتى من خلال ركلات بعض رؤسائك، فصدقاً لن تجني إلا القليل من الشكر والثناء وتلميع مقعد حياتك بمزيد من قصص الحظ السيىء أو أكثر من ذلك، ولك أنت أن تختار لأي فئة سوف تنتمي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store