أُحيطت ببلادنا العديدُ من المؤامرات عبر عقودٍ من الزمن، كان أشدها العقد الأخير، حيث اتجهت النوايا لإدراجنا ضمن جائحة الربيع العربي لولا لطفُ الله ثم يقظة القيادة في بلادنا، ما حدث في الشقيقات تونس والعراق واليمن ولبنان شيء يندى له الجبين وأعاد عجلة التنمية بقوة إلى الوراء ليدفع ثمنَ ذلك المواطنُ هناك الذي ربما أغرته بعضُ الشعارات، فانساق خلفها فكان ما كان.
لعل الدولة المحصَّنة بالوحدة الوطنية القوية هي التي تسد كل الثغور التي ينفذ منها الخصومُ، لا المالُ ولا قوةُ السلاحِ ولا غيره يستطيعُ أن يحتل نفس قوة التماسك الداخلي، فهو الحصنُ المنيع بعد الله.
إذاً ما الذي يلزم أن نستلهَمه للوقوف ودحر الأزمات والمؤامرات؟.. الإجابة: هو التأكيد في كل الأوقات بالدعوة إلى التمسك بالوحدة الوطنية والحرص على تحقيق العدالة والحقوق المتساوية والفرص المتكافئة والمضي بكل بقوة في هذا النهج القويم الذي غرس بذوره مؤسسُ هذا الكيان وموحّدُه الملك الراحل عبد العزيز طيب الله ثراه، وحرص أبناؤه من بعده على هذا النهج الذي يغبطهم عليه العديدُ من المجتمعات.
علينا أن نستشعرَ مسؤوليتَنا الكبرى في الحفاظ على هذا الكيان الكبير، علينا أن نتذكرَ بأن معركَتنا الحقيقية ليست بين الإسلام والغرب كما يظنها البعضُ، ولكنها في حقيقة الأمر هي معركة داخلية تقودها قيادةُ هذه البلاد بين الاعتدال والتطرف، وبين التسامحِ والتعصب، وبين الانفتاح والانغلاق.
والمثقفُ الفعلي عليه مسؤولية ضخمة لإشاعة ثقافة الحوار والاعتدال، فنحن نعيشُ في مجتمعٍ واحد، ويجمعنا وطنٌ واحد ودينٌ واحد ومصيرٌ واحد، فحريٌّ بنا أن نعيشَ في مجتمع ينعمُ بالاستقرار بكل أنواعِه، ويسود التصالحُ بين جميع أفراده.
من هنا تأتي أهميةُ الوعي لمواجهة ما تعج به شبكات التواصل الاجتماعي من دعاوى تحريض ضد مصالح الوطن، تتستر غالباً خلف شعارات دينية أو وطنية لتثيرَ الفتنَ والبلبلة وتضرَ بالسّلم الاجتماعي، إضافة الى ما يُطرح في تلك الوسائل من دعوات سلبية مغرضة تحاول إذكاء مفاهيم بغيضة مثل العنصرية والتحريض والطائفية وغيرها، والتي يتحتم مواجهتها وتفنيدها بتكاتف جبهتنا الداخلية وتحصين أبنائنا لحمايتهم من الانجرار خلفها.
إن بلادنا بقيادة المليك وولي عهده ماضية في الإصلاح في جميع مناحي الحياة لننعم بأجواء المحبة والتسامح، وبالتالي فلا بد أن يشغل الوطنُ من ضمائرنا ووجداننا أكبر المساحات.