كلما خرجت من منزلي يرتفع ضغطي، لماذا؟!
عند خروجي مباشرة أنظر للبيوت المجاورة لمنزلي في الشارع الذي أسكن فيه، فأعُدها، فأجد أن عدد جيراني لا يقل عن عشرين بيتًا، تدل مظاهرهم أنهم محترمون، إلا أنهم لا يلقون التحية على بعضهم، كأنهم سكان قادمون من بلدان مختلفة، فأتعجب.
وإذا ابتعدت عن منزلي، وقدت سيارتي في شوارع المدينة أجد أن البعض من قائدي السيارات لا يتقيد بالنظام ولا يتمتع بحسن الخلق مع الآخرين، فتجد من يسير في المسار الأيسر، ولا يسمح لمن خلفه بالمرور، رغم أنه لا يجوز للسائق أن يتجاوز السيارة الأمامية إلا من يسارها.
وإذا دخلت سوقًا من الأسواق أو محلا وتلقي تحية الإسلام فتجد هناك من لا يرد التحية!
والمفروض أن يتعلم المرء الأخلاق الفاضلة في البيت من والديه وأقاربه، ثم من المدرسة من معلميه، وأشعر أن البعض من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات تخلوا عن أدوارهم التربوية، مما أدى إلى ما نراه الآن.
****
قرأت خلال هذا الأسبوع خبرًا نشرته جريدة (الشرق الأوسط) تحت عنوان «إشكال فردي ينتهي بحرق مخيم للاجئين شمال لبنان» وقد تسبب الحريق في تشريد مئات اللاجئين من مخيماتهم، مما زاد أوضاع هؤلاء اللاجئين سوءًا، إذ لم يراع الذين أشعلوا النيران في المخيمات أنهم هؤلاء اللاجئين قد هربوا من عمليات القتل والتعذيب الذي تشنها سلطات النظام السوري الى الحدود اللبنانية لعلهم يعيشون في أمن وأمان، فإذا بهم يحاربون بحرق مخيماتهم بلا رحمة وبلا رادع ديني أو أخلاقي.
تلك بعض صور الفساد الأخلاقي التي لا تبشر بخير، وهو الأمر الذي يجعلني خائفًا من المستقبل خوفًا شديدًا.