.. في ظل كل هذا التوترما بين الولايات المتحدة وإيران، وكل هذه النذر والحرب الكلامية والتحشيدات عشية ذكرى مقتل قاسم سليماني الذي يصادف مثل هذا اليوم من العام الماضي..
هل نتوقع حدوث شيء (ما)؟، أم أن الأمر لايتجاوز التهويل السياسي لاستيعاب غضب الشارع الغوغائي الشيعي....؟!.
*****
.. وعلى هامش كل هذا الضجيج، تعالوا نستقرئ بعض العداوات الإيرانية المفتعلة أو ما يمكن أن نسميه «بالعداوة الوهمية الرمزية»، وصولاً إلى العداوة الإيرانية الحقيقية...!!.
*****
.. ايران منذ الثورة الإيرانية عام 1978 أطلقت شعار «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل»، وجاء على لسان الخميني وصف «الشيطان الأكبر»، وقد عنى به أمريكا بالدرجة الأولى ثم بريطانيا ثانياً.
.. وهذا الشعار وهمي وخاوٍ من المصداقية، لأنه لا يتطابق مع حقائق دبلوماسية الواقع، وكما يقول الخبراء: هذا الشعار للاستهلاك الإعلامي والغوغائي، لكنه بعيد عن الانضباط الإستراتيجي لنظام الولي الفقيه....!!.
*****
.. وقد ربط نظام الملالي الشعار بالقدس بهدف تضليل العقل العربي والإسلامي وتأجيج العواطف، غير أنه (أيدلوجياً) لم يكن أكثر من غطاء ديني للأهداف الخفية للثورة الإيرانية.
فليس لإيران أي جهد تجاه القدس، وحتى ما يعرف «بمحور المقاومة» ليس أكثر من كذبة كبرى تتخفَّى خلفها إيران..!!.
*****
.. «الموت لإسرائيل».. عداء وهمي وفي الخفاء هناك علاقة سرية تماماً. فإسرائيل زودت إيران بالسلاح في الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، وإيران أعطت معلومات لوجستية لإسرائيل لضرب مفاعل تموز العراقي عام 1981، وإسرائيل أمدت بالسلاح إيران عام 1986 لتدعيم متمردي الكونترا.
لكن حتى في العداء الظاهري، إسرائيل قامت بحوالي 500 ضربة ضد التموضع الإيراني في سوريا، وفجَّرت طنز واغتالت العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في حين أن إيران لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل...!!
*****
.. تعالوا لـ«الموت لأمريكا».
رغم أن لإيران يوماً سنوياً اسمه «يوم الموت لأمريكا»، يتزامن مع ذكرى احتلال السفارة الأمريكية في طهران.
ورغم كل ضجيج العداء الذي نصبح ونمسي عليه إلا أن حقيقة الشعار شيء والواقع وما تبرمه الغرف المظلمة شيء آخر.
في وثيقة مسرَّبة عن القائم بأعمال الخارجية الأمريكية تحدثت عن «تحالف برغماتي» مع إيران يستند إلى المصالح القومية والسيطرة السياسية والاقتصادية في المنطقة.
والخميني كان له علاقاته مع الغرب قبل وبعد الثورة.
فيما يشير رافسنجاني بأنه لولا تعاون أمريكا وإيران لما استطاعت أمريكا دخول العراق وأفغانستان.
وأكد روحاني أن شعار «الموت لأمريكا» لا يمثل حلماً بالنسبة للإيرانيين ولا حتى هدفاً قريب أو بعيد المدى.
واعترف روحاني أيضاً بأن الحشود التي تتغنى «بالموت لأمريكا» لا تتمنى إلحاق الأذى بالولايات المتحدة وشعبها.
وفي استخفاف مشين قال حسن الحوثي: «كلام، مجرد كلام فإخواننا الى الآن لم يقتلوا أمريكياً ولن يفعلوا»....!!
*****
.. والمشكلة أن هذا الشعار بكل تضليلاته وتسطيحاته صدَّره نظام الملالي لأذرعه في المنطقة، فالحوثيون يقتلون إخوانهم اليمنيين في جبال مأرب تحت شعار»الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».
وحزب الله والمليشيات تفعل الشيء ذاته...!!
*****
.. إيران عدوها الحقيقي هي دول الإسلام السني، وتحديداً المملكة باعتبارها قلب وقبلة العالم الإسلامي.
غير أن أشد ما يؤلمنا نحن هو تكريس الولاء الطائفي على حساب الولاءات العربية والوطنية، فالعربي يقاتل العربي.
إنها الحرب بالوكالة في أبشع صورها...!!