رجال الأعمال من أبناء وبنات الوطن هم نون في عيون الوطن وعليهم تجاه أرضهم مسئوليات ضخمة كما عليهم أن يكونوا معه في كل الأوقات وتحت كل الظروف. وبالأمس تحدَّث العالم كله وكل القنوات المحلية والعالمية وكل الصحف عن شهامة رجل الأعمال السعودي الذي عطَّر المزاد بوهجه حين فاز بملكية العقار الذي تبلغ قيمته مليون ريال، تلفت يميناً وشمالاً ومن ثم قام برده إلى أهله المساكين، فكانت الفرحة الغامرة في نفوس كانت تعيش تفاصيل تعب وألم انتهى بفرح مذهل وعمل جميل وأجره على الله، والحقيقة أن مثل هذه النفوس الزكية والكبيرة حقاً هي نفوس بيضاء تتقن الإحسان جداً وتتعامل بإنسانية مع المال، وهي تؤمن بقوله تعالى: «يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد».
وليت كلَّ رجال الأعمال يحذون حذوه ويتعاملون مع الحياة والوطن بإحساس هذا المواطن المملوء بالإنسانية والوعي والإحسان المسكون بين جدران روحه التي تعلم جيداً أن الوطن يستحق هذا الحب دائماً وأبداً، وأن عليه أن يقدم له كل ما بوسعه وأكثر، وهنا يكون الفرق بينه وبين أولئك الذين يختلفون عنه بكثير ويمارسون التجارة وكل همهم الريال والدولار، (لا) والمؤلم أكثر هو أن تجد مؤسسة ضخمة كل العاملين فيها هم من المقيمين وأن المالك لها هو المواطن الوحيد الفريد الذي يعمل فيها، ومثل هذا هو بالفعل حكاية لؤم موجعة ومؤلمة ليس إلا لأنه أناني الطبع والطباع، يرى في الربح حياة حتى ولو كان على حساب وطنه والقيم، والفرق شاسع بين هذا وذاك الذي قدم من روحه ماله بحب لله الذي أعطاه وردَّ للمساكين بيتهم الذي اشتراه وهو يعلم أنهم في حاجته، ومثل هذا هو الفخر والحقيقة التي تشعر بالسعادة وأنت تشاهدها في كل مكان، وتقرؤها عطراً وكرماً يسيل على أفواه الناس في أحاديثهم عنه.
(خاتمة الهمزة)... شكراً لهذا التاجر الشفيف النظيف الذي أحب وطنه بحق وتعامل معه بروح عذبة ومخلصة ومختلفة جداً!. وهي خاتمتي ودمتم.