2021 عام ميلادي جديد يطل علينا بإطلالته التي نأمل من الله دائما بأن يكون عاماً فيه من النجاحات وتحقيق الأماني والأهداف المرجوة للجميع، عام جديد نمحو من خلاله كل ما سبق من الذكريات المؤلمة والتجارب القاسية وأيضاً التحديات الكبيرة التي مرت بنا، ونحمد الله أننا بفضله قبل كل شيء ثم بجهود قيادتنا وإدارتها الحكيمة التي جعلت دائماً سلامة الإنسان من أول أولويتها، وتجاوزنا مرحلة الجائحة التي عصفت بالعالم أجمعه، وجعلته أمام تحدٍّ غير مسبوق لبقاء الإنسان.
نحن اليوم في مرحلة التشافي والتعافي من آثار الجائحة منذ وصول اللٌقاح واستخدامه، بشكل منظم وإن شاء الله سوف نحتفل قريباً باختفاء هذه الجائحة تماماً في كل أنحاء العالم،
ولا بد من قول كلمة شكر كبيرة لدولتنا في التصدي المبكر بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي ساعدت على تخفيف هذه المعاناة، التي شاهدنا لها من الصور المفزعة على مستوى العالم بالإحصائيات والأرقام، وكانت المملكة لها الريادة والسبق فيما اتخذته من هذه الإجراءات مما جعلها القدوة للدول ليتبعها العالم بأسرة.
العالم بأكمله يمر في تحول سريع بين الأمس واليوم ولعل من ايجابيات عام 2020 هذا التحول الرقمي والإلكتروني الملحوظ، مما جعلنا نلتمس التطور السريع في المبادرات المختلفة وخصوصاً في الخدمات التعليمية بمسارات التعلم عن بعد وتقييم التجربة ومن ثم استمرارها، وأيضاً في مختلف الخدمات الأخرى التي تهم المواطن والمقيم والحاج والزائر، بخدمات تنظيمية بمستوى عال من الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين وآليات الوقاية والتنظيم الفعال لتأدية العبادات بشكل وصورة متجددة تحقق الأمان والسلامة لقاصديهما.
بقي من خلاصة القول، لكل شيء في الدنيا أثر ايجابي وأثر سلبي، وهذا الأمر ينطبق على الجائحة وقد ظهرت لنا من خلالها الكثير من الإيجابيات سواء في الخدمات أو حتى في تطور التعامل بين الناس وطريقة التفكير المتجددة، وأيضاً في تطور آليات التسوق والشراء والبيع، والعديد من الأمور الأخرى الكثيرة، والأهم بأنها أظهرت لنا أن الأزمات المختلفة تظهر المعادن الأصيلة والقيادة الحقيقية ويظهر معها الرجال المخلصون في تحمل دورهم تجاه خدمة الوطن والمواطن.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
