الكاتب يا سادتي هو ذلك المواطن الذي تجده في كل مكان وفي كل شارع وفي كل منطقة وفي كل مدينة، تجده هنا وتجده هناك، تجده جنديًا يعيش وسط المعارك وتحت القصف العشوائي، هو (لا) يخاف الموت أبدًا بل الموت هو الذي يخافه، وهنا يكون القلم هو السلاح القوي الذي يتحرك في كل الاتجاهات ليس إلا من أجل أمن أرضه وسلامة أهله، هو يكتب بروح عاشقة للسلام ويتحول إلى محارب شرس عند الحاجة ومثل هؤلاء الكُتّاب هم الفرح الحقيقي الذي تراه يمشي على الأرض وهو يحمل في صدره رؤوس أقلام وأحلام يلبس أحاسيسها شهامة وحب دون نفاق ودون غش ذلك لأنه كائن مختلف عن الخسة، تلك التي تأتي من خلال الحناجر المشتراة، تلك التي تجيد اللعب وتعزف ببلاهة على أوتار المصالح وهذه حقيقة أولئك المسخ الذين نراهم يتحدثون عن كل شيء وأي شيء و(لا) هم لهم سوى كم يقبضون!!؟ ومثل هؤلاء هم الشر بعينه والذي علينا أن نخشاه ونهرب منه إلى أبناء وبنات الوطن أولئك الذين يمتهنون الكتابة ويعرفون جيدًا قامة الحروف وقيمتها..
ليس هناك قوة أكبر من تلك القوى التي تأتي من روح مواطن يحمل قلمًا بتارًا ويرسم معاركه في لوحات وواحات حب وصدق ويطبع فوق كل سطر وسطر مفردة لاهبة وطلقة جادة همها رأس عدو خبيث، تلك هي الأرواح النبيلة بحق وهي الصدق الذي يحارب دون أن يقبض الثمن حتى وإن كانت الحياة كلها تقف ضد كاتبها الذي يعيش الوجع ويموت من أجل الرغيف ويعاني ويلات الحرمان الذي يتربص به ويحاصره من الجهات الأربع وبالرغم من كل هذا وذاك يظل (هو) الكاتب البطل الصامد الصامت الذي يكتب نونه وسينه وصاده وضاده ويقصف ببارود الحبر كل الخبثاء الذين يتربصون بأرضه ويرون في الشر حياة!! وهنا يكون دور الكاتب الشهم والمثقف الفخم في نشر الوعي وتعميمه على كل الناس الذين (لا) يحتاجون منه أكثر من كلمة صدق وحرف رصين..
(خاتمة الهمزة)... أكبر خسة وخسارة في التاريخ هي أن يبيع الكاتب وطنه من أجل نفسه.. وهي خاتمتي ودمتم.