حذر وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، أمس الأربعاء، من مغبة اندلاع حرب أهلية في البلاد، التي مزقتها الحروب في العقود الأخيرة. وقال عناد في تصريحات صحفية إن استهداف المنطقة الخضراء، وسط بغداد، والبعثات الدبلوماسية قد يجر البلاد إلى حرب أهلية يكون المواطنون العراقيون ضحيتها داعيا القادة السياسيين وضع مصلحة البلاد أولا. وأضاف «ما زلنا بحاجة للتحالف الدولي لدعم الجيش العراقي»، لافتا إلى أن العمل جار لتأمين البعثات الدبلوماسية وملاحقة مطلقي الصواريخ. وتابع «أن هناك من يريد جرنا لصدام مسلح ولن نسمح بذلك، وأن الجيش العراقي يواجه تحديات كبيرة أهمها ملاحقة فلول داعش ونقصُ التدريب وضعف جهاز الاستخبارات».
إلى ذلك، أعلن رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي عن انسحاب أكثر من نصف القوات الأمريكية من البلاد خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن العراق «لن يكون ملعبا للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم». وفي كلمة له بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي قال الكاظمي مساء أمس الأول الثلاثاء «من المؤسف حقا أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفيات وتحديات حرب عالمية وإقليمية على أرضه».
وأضاف «لن نسمح بأن تستخدم أراضي العراق لتصفية حسابات بين الدول». وأشار الكاظمي إلى أنه تم سحب دفعات من القوات الأمريكية من العراق ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية. وتابع «كثمرة للحوار الإستراتيجي المتواصل (مع الولايات المتحدة)، سوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات، ولن يتبقى إلا مئات منهم فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني».
ولفت إلى أن «هذا التطور قد تأسس على ضوء جهوزية قواتنا المسلحة البطلة والقوات الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه»، مضيفا: «لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت. ولن نخضع للمزايدات السياسية والانتخابية». وأعلن الكاظمي عام 2021، عاما «للإنجاز العراقي». وقال «علينا واجب إيصال العراق وشعبه إلى بر الأمان»، معتبرا أن مرحلة «استنزاف ثروات العراق» وإمكاناته قد انتهت إلى «غير رجعة».