لا شك أن حياة الأمم مرتبطة برسل الله عليهم السلام وما جاءوا به من أديان، وهما وسيلة حفظ الأمم سالمة من الأذى وتهذيب سلوكها حتى لا يضار من البشر أحد، وما شاع فعلهما ودعوتهما بين البشر إلا وحفظ الأمن ومنع العدوان على العقول والأبدان وقلَّت الجرائم واستطاع البشر أن يحيوا بأمان، وحينما يساء إليهما أو يُعتدى عليهما بأسوأ الألفاظ وإشهار الاستهانة بهما دون خوف عقوبة تردع فلا أمان للبشرية في هذا العالم وسيمتد العدوان الى البشر جميعاً دون أن يوجد ما يردعه في هذا العالم، الذي تنحدر فيه القيم ويقل الاهتمام بها من أجل الرقي بحياة البشر.
فالعدوان على وسائل بث القيم والأخلاق من الأديان الكبرى في هذا العالم جعل العالم مكاناً للرذائل لا الفضائل، حتى أصبحت القيم الجمالية تغيب ويحل محلها قيم سالبة تدمر المجتمعات مثل المثلية بين الرجال في حيز والنساء في حيز آخر، وانتشر كل ما يدمرها من تعاطي المخدرات والمناداة بالاستمتاع بها، وأصبحت حقوق الإنسان تُبنى على قيم سالبة ويدخل في صلبها كل ما هو اعتداء على الفضائل. كل هذا جعل العالم ساحة للمزايدات على نشر الرذائل باسم الحفاظ على حقوق الإنسان، حتى عدّ البعض أن الإساءة إلى الأديان والأنبياء من قيم الحرية التي يجب أن يحافَظ عليها، وتنادى بذلك زعامات عالمية.
وما لم تُتخذ قرارات حاسمة باعتبار العدوان على قيم الدين والأخلاق المنبثقة عنه والأنبياء والرسل المعترف بهم عالمياً جريمة تستحق العقاب فإن الأمر سيزداد سوءاً.
كذلك لا بد من إشاعة المحاسبة على أي عدوان على قيم الأديان وجعل ذلك دستوراً عالمياً معترفاً به بين جميع الدول، يحمي الأديان ويعاقب على الإخلال بها أو العدوان عليها.