كان العلا دوحاً لخيرِ تلاقِ
نحو العلا في وحدةٍ ووِفاقِ
عهدٌ تجدَّدَ بالوفاءِ وأزهرت
فيه القلوبُ ببهجةِ الإشراقِ
فاضت ينابيعُ الإخاءِ نقيّةً
وروَت نميرَ الحبِ كأسُ الساقي
إن طالَ ليلُ الهجرِ.. جاء مُهلِلاً
فجرُ اللقاء بلهفةٍ وعناقِ
وتبدَّدت سُجفُ الدجى مذمومةً
إذ أنَ ضوءَ الإنتماءِ لباقِ
يستنطقُ الأيامَ يروي قصةً
كُتبت بأبهى سيرةٍ وسياقِ
كم دوّن التاريخُ في صفحاتِكم
سِفراً من الأمجادِ والأعراقِ
فجراً من الأضواءِ فاضَ شعاعُهُ
بِشراً.. فهل يُعْشِيهِ ليلُ فراقِ
ألقى الإخاءُ على المحبّةِ بُردَهُ
للهِ ما أزكاهُ من ترياقِ
وتقافزت كلُ القلوبِ تحفُّهم
بالحبِ والدعواتِ والأحداقِ
وتضوّعت من والهاتِ شغافِها
وتنفّسَت صبحاً من الأعماقِ
الروحُ عطشى والضلوعُ ذوابلٌ
والدمعُ تحبسُهُ مُنىً ومآقي
وتلألأت دررُ الثغورِ بعودةٍ
ولقاءِ مشتاقٍ إلى مشتاقِ
يا سادةَ الأمجادِ أعبقَ فرْحُنا
عِطراً وضجَّ البِشرُ في الآفاقِ
باقونَ في طوقِ التآلفِ لُحمةً
بُعداً ليومِ تفرّقِ وشِقاقِ