Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

عشت يا وطني..

شذرات

A A
لم أعرف سرَّ تلك الدموع التي ذُرفتْ على وجنتيَّ حين استمعتُ الى كلماتِ أغنية الفنان التونسي لطفي بوشناق التي حلَّق فيها في آفاق التتيُّم بالأوطان، مُعلناً بشوق: أن «لا حروبَ ولا خراب، لا مصائب، لا محن، خذوا المناصب والمكاسبَ لكن خلوا لي الوطن، يا وطن وأنت حبيبي وأنت عزي وتاج راسي، أنت يا فخر المواطن والمناضل والسياسي، أنت أجمل وأنت أغلى وأنت أعظم من الكراسي».

تلك الكلماتُ التي سرتْ معانيها في قلوب مستمعيها، نبضت معها مشاعرُهم، وخفقتْ أحاسيسُهم من خلال مفرداتٍ رسمتْ لوحاتٍ من العشق لثرى الأوطان.

بعدها أطبقَ الصمتُ وعادتْ بي الذاكرةُ إلى عقودٍ خلتْ متأملاً في حالِ بعض الأوطان العربية التي رُزئت بأنظمةٍ جنحت عن جادةِ الصواب واتكأت على طريق الحُكم الشمولي والأحادية والإقصاء، فعاش مواطنوها في هوانٍ وفاقةٍ وحاجةٍ أزماناً طويلة.

وتوقفتُ مع القول «وبضدِّها تتبينُ الأشياءُ»

وقول آخر:

ضدَّان لما استجمَعا حسُنا

والضدُّ يُظهِر حُسْنَه الضدُّ

فاستحضرتُ ما أنعم اللهُ به على بلادِنا من فضلٍ وسعةٍ وما نستظلُّ بأفيائه من أمن وأمان في ظل منظومة حُكمِ اختارت الشريعة الإسلامية نهجاً لها فنام الناسُ في أمن وأمان..

هذا الأمنُ الذي شهد به تقريران نُشرا مؤخراً يحددان موقع المملكة في مؤشراتِ الأمن الدولية.

ففي تقرير التنمية المستدامة 2020 حصلت المملكة في نسبة السكان الذين يشعرون بالأمان أثناء السير بمفردهم ليلاً على المركز الأول على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وعلى المركز الأول من بين دول مجموعة العشرين.

وفي تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أظهر المؤشرُ الأمني حصولَ المملكةِ على المركز الأول على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وعلى المركز الثالث من بين دول مجموعة العشرين.

أما مؤشرُ ضبط الجرائم المنظمة فقد أظهر حصولَ المملكة على المركز الأول على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعلى المركز الثاني من بين دول مجموعة العشرين.

ابتهجتُ بهذه التقارير واسترجعتُ قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بات آمناً في سربه، مُعافىً في بدنه، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها».

فعشتَ يا وطني.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store