كشفت المملكة قبل أيام قليلة عن مشروع مدينة «ذا لاين» التي توصف بأنها مدينة الخيال والأحلام والتي تعِد بمستقبل أكثر تحضراً ورقياً وذكاء، وهذا المشروع الكبير والضخم الذي يقود مسيرته رئيس مجلس إدارة نيوم، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والذي أعلن بنفسه عن انطلاق المشروع في عرض مرئي كان متميزاً في الطرح لفكرة هذا المشروع المستقبلي.
مدينة «ذا لاين» تضم مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كم!!، وتعمل على تجديد مفهوم المدن إلى مدن مستقبلية، وستعيد «ذا لاين» تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عاماً، مما يعزز رؤية المملكة نحو جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كافة مرافق الخدمات الأساسية بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، بالإضافة إلى المساحات الخضراء في غضون 5 دقائق سيراً على الأقدام، إذ ستجعل المدينة حلول المواصلات فائقة السرعة والتنقل أسهل، إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في «ذا لاين» 20 دقيقة فقط، مما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان، وسوف تدار مجتمعات «ذا لاين» بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكنها من التوقّع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة، ما يوفر وقت السكان والشركات، وسوف تكون مدينة تعطي للحياة على الأرض معنى جديداً، وتعكس نهجاً لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، إذ ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100%.
ولي العهد كما عهدناه ومنذ بداية المسيرة وهو دائماً ما يبهرنا بخطواته الجبارة والمشاريع العملاقة غير المسبوقة ليس هنا فقط بل على مستوى العالم بأكمله، ونحن اليوم نشاهد أحلاماً كتبت على أرض الواقع وخيالاً لا نراه في الأفلام أو الأحلام بل نراه حقيقة، وهناك البعض حتى الآن لم يستوعب ما يدور ويحدث من حوله واكتفى بدور المتفرج، ولكنْ هناك الكثيرون الذين تأهبوا واستعدوا لاستقبال هذا التقدم والتطور الكبير لهذا الوطن وشمَّروا عن سواعدهم ليكونوا جزءاً منه، لأن من يملك الطموح الذي يصل إلى عنان السماء لن يوقفه أي شيء مهما كان ومهما يحاول غير ذلك.
مشروع مدينة «ذا لاين» يحظى باهتمام عالمي، فهو مدينة طبيعية صحية تعتمد على التنقل الذكي واستخدام الطاقة الشمسية وتعتمد على القوى العاملة والمهارات البشرية ذات الكفاءات العالية للتفرغ للابتكار وإدارة القرارات وقيادة المنشآت، بينما المهام المتكررة والشاقة سيتولاها عدد هائل من الروبوتات.
(من يملك قيادة بهذا الفكر المتطور، لابد أن يظل يحلم بالمستقبل المتطور لأن بإذن الله في وطني الأحلام والطموح يتحقق)