كما كان متوقعاً انطلق الفصل الدراسي الثاني (عن بعد) وعاد قرابة 6 ملايين طالب وطالبة إلى المنصات والبوابات وغيرها من القنوات التي يتابعون من خلالها رحلتهم التعليمية وعاد معهم أولياء الأمور -وخصوصاً الأمهات- الذين يبذلون جهداً كبيراً في متابعة تعليم أبنائهم وبناتهم وتحديداً من هم في الصفوف الأولية.
في الوقت نفسه اعتمد وزير التعليم العمل بالخطة الدراسية المطورة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في التعليم العام خلال الفصل الدراسي الثاني وتضمنت تلك الخطة التطبيق الأول لمواد الدراسات الإسلامية المطورة مع تعديل في وزنها النسبي وزيادة الوزن النسبي لمواد الرياضيات والعلوم وتخفيض الوزن النسبي لمواد اللغة العربية والتربية الفنية والتربية البدنية للبنين والتربية الأسرية للبنات، كما تضمنت الخطة تقليص عدد الساعات الأسبوعية التي يدرسها الطالب في الخطة الدراسية في التعليم العام.
لا يمكن مواصلة التعليم (عن بعد) بنفس الوتيرة التي كان عليها التعليم من خلال الفصول الدراسية، فالمدرسة والفصول المدرسية والمعلم والطلاب والوقت.. كل ذلك كان يشكل جزءًا أساسياً من بعض المواد الدراسية ولذلك كان لابد من التغيير والتطوير وإعادة التقييم لبعض المواد لتحقق الأهداف المرتبطة بوجودها.
هناك أهداف استراتيجية لمنظومة التعليم في إطار رؤية المملكة 2030 وفي مقدمتها إتاحة التعليم لكافة شرائح الطلاب وتحسين استقطاب المعلمين وإعدادهم وتأهيلهم وتحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار وتطوير مناهج وأساليب التعليم وتعزيزالقيم الأساسية للطلبة وتعزيز قدرة نظام التعليم ليواكب احتياجات سوق العمل ورفع مشاركة القطاع الأهلي والخاص في التعليم.
لمواكبة رؤية 2030 لا بد من مواصلة رحلة (تطويرالتعليم) ولعل جائحة كورونا ساهمت بشكل كبير في دفع عجلة ذلك التطوير وإعادة النظر في العديد من المتغيرات المرتبطة بالتعليم وفي مقدمتها (التعلم عن بعد)، وقد جاء الإعلان عن الخطة الدراسية المطورة لتواكب التطورات المستقبلية بشأن المناهج إضافة إلى إعادة النظر في الوقت الذي يقدم لكل منهج عبر المسيرة التعليمية والنسب الموزونة للمواد، فكل شيء من حولنا يتطور ولا بد للتعليم أن يأخذ نصيبه من هذا التطوير.