عفواً إن حدثتكم اليوم عن قبطية مصرية اسمها سهام عطا الله، جمعت في حبها 10000 صحفي وصحفية، وشاء الله لها أن يكون حفل تكريمها على هذا النحو الفريد!.
وسهام موظفة قديمة في نقابة الصحفيين المصريين أخذت من كامل زهيري شموخه، ومن ابراهيم نافع تفانيه، ومن صلاح جلال تواضعه، ومن جلال عيسى سماحته، ومن ممدوح الولي فروسيته، ومن يحيى قلاش دماثته ووطنيته وغيرته.
كانت سهام فتاة صغيرة تعمل مساعدة ضمن كثيرات لأمين عام النقابة المصرية العريقة، فأخذت من العم عبدالفتاح الجندي ا
نضباطه وشخصيته ومن العم سعد الدين مصطفى دِقته وحنكته، قبل أن تصبح أيقونة النقابة التي يتردد عليها كل الصحفيين الراغبين في الحصول على أي خدمة من خدمات النقابة، أو استشارة أو إجابة!.
قبعت سهام في مكتبها المفتوح على ردهة كبيرة وكأنها صاحبة دكان للحب والتسامح والألفة.. فاذا سمعت وشاية لا تخوض في الكلام، ترفض القطيعة مع أي زميل كائناً من كان، حتى تظل النقابة ساحة للتسامح والحب، ومرفأ للأمان!.
لقد أعادت سهام سيرة الحاجة «يسرية» التي قدمت نموذجاً فذاً للإخلاص في العمل النقابي، رافضة التمديد لها عندما وصلت الى سن التقاعد! ويبدو أنهما كانتا من سلالة عم «صيام» الذي ظل يعمل في النقابة يومياً، حتى وصل الى سن التسعين، دون أن يخبره أحد أنه خرج الى المعاش من ثلاثين عاماً!.
الآن وبعد نحو أربعين عاماً، كان ما كان وتعرضت الزميلة سهام الى ما قيل إنه امتهان، على يد المدير العام، فهب الأعضاء بمختلف التوجهات والانتماءات لنصرتها، وكأنهم يدافعون عن كرامتهم، بل عن نقابتهم!.
هكذا انتظرت الموظفة الصابرة الصامدة المهذبة الخلوقة كل هذه المدة، ليتم تكريمها على هذا النحو، ولأنها سهام كان لابد أن يتم التكريم بهذه الطريقة، وكأن الأعضاء الكبار والصغار، يكرمون فيها الرائد عبدالفتاح الجندي والعم سعد الدين مصطفى، والأستاذ عبد المنعم كامل، والحاجة يسرية، وقبلهم جميعا العم صيام!
نسى أعضاء وعضوات النقابة مشكلة استخراج «الكارنيهات» ومسائل التجديد والخلاف المحتدم حول آلية التسديد، ونسي المترشحون للعضوية ولمنصب النقيب دعاياتهم، وتداعوا للتضامن مع سهام!، مجموعة تجمع التوقيعات للتحقيق بشأن ما حدث لسهام، وأخرى تدعو لإصدار بيان، وثالثة، تؤكد أن ما حدث لسهام، يعني تعريض النقابة للامتهان!.
لم أكن هناك، ولم أحضر الواقعة، لأرصد نوع وحجم الاهانة التي تعرضت لها موظفة النقابة، لكن الشيء المؤكد أن المدير العام المتهم بالإساءة، شارك بشكل أو بآخر في تكريم الزميلة!.
فإن صحت رواية «لا تردي عليا ولا تناقشيني ومتجيش هنا تاني»، فقد جاءت سهام بقوة وحضرت بسطوع ليس فقط في ساحة النقابة وإنما في قلوب الآلاف من أعضاء الجمعية العمومية، ولأن ذلك كذلك فلتطمئني سهام فكلهم في احترامك وحبك صنوان، لا ضدان بمن فيهم المدير العام. يشهد لك الجميع على مر السنين، بأنك لم تنجرفي يوما لمجموعات الترصد والتأثيم! وأنك لم تسيري في أروقة النقابة إلا خطوتين.. من المصعد الى مكتبك!.
أوقن أن النقيب رشوان، والسكرتير العام شبانة، وكل أعضاء المجلس، لن يرضيهم الإهانة وسيجعلون إهانتك «إن صحت الرواية» مناسبة لتكريمك، وسيغني الجميع لتفانيك وبهاك وروعتك، حتى تظل النقابة مهما حدث وكان من تصرفات البعض الصغيرة، ساحةً للحب الكبير، وأرضاً خصبة للزهور!.