Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

رحلة الزواج (1)!!

A A
لا زالت هناك الكثير من العادات الاجتماعية التي تسيطر على الكثير من حياتنا بغير وجه حق، ولعل من أبرزها العادات والتقاليد المصاحبة للأفراح وخصوصاً في مناسبات الزواج، وحقيقة الأمر بأن هذه العادات قد اختفى جزء منها إلا أن الجزء المتبقي كفيل بأن يرهق أي مناسبة للفرح، ورغم أن لكل منطقة بالمملكة من العادات والتقاليد الخاصة بها، ولكن تظل عادات مناسبات الزواج في المنطقة الغربية هي الأكثر تكلفة وعناء من وجهة نظري لكل طرف فيها بدءاً من الأهل حتى العروسين وصولاً الى بيت الزوجية.

منذ الشروع في الخطبة، يبدأ معها عداد التكاليف بالعد التصاعدي، وبداية الرحلة من الشوفة الشرعية وتقديم الهدية الأولى لتأكيد الإعجاب من الطرف الأول، وخجل الطرف الثاني بين القبول والرفض، ثم تنتقل الى المرحلة الثانية، وهي التقدم للخطبة الرسمية وطلب يد العروس من قبل أهل العريس والتعارف بين الأهل وهذه الخطبة توسعت معالمها حالياً وأصبح يرافقها حفل عشاء يفهم منه موافقة أهل العروس على العريس وأهله، وتسمى هذه المرحلة لقاء قراءة الفاتحة ومباركة هذا الزواج من قبل الأهل، ومن ثم يبدأ الإعداد للمرحلة الثالثة في الإعداد لعقد القران (الملكة)، ثم ما يسمى عربية المهر وعلب الحلوى الواجب أن تقدم إلى الأهل والحضور في هذه المناسبة وهذا الأمر يتكفل به العريس فقط، وبعد عقد القران تكون هناك أول حفلة وتسمى الشبكة أو الملكة وهي تشير الى أن الأمور أصبحت متشابكة لحد كبير!!، وهذه الحفلة تتكفل بها العروس، وطبعا تقام في قاعة للمناسبات ويصاحبها تكاليف متنوعة بين ملابس وغيرها وتجهيزات للقاعة من كوشة وورود ومستلزمات للضيافة، وطبعاً مطربة وفرقتها حتى يكتمل هذا القران، ظناً بين شبكة من العروس لتضم بها العريس وملكة للعريس يمتلك بها عروسه، ولكن الموضوع أكبر من ذلك بكل تأكيد!!.

أما الليلة الكبيرة فهذه لها ميزانية خاصة إما أن يتكفل بها أحد الأطراف أو يتشاركا معاً فيها، ويسبق هذه الليلة عدة برامج للعروسة مثل ما يسمى (ليلة الحنة) وأيضاً ما يسمى (الغمرة) وطبعاً هذه المناسبات يصاحبها حفل غداء أو عشاء أو الاثنان معاً، والعداد مستمر، وصولاً الى ليلة الزفاف، وهنا يبلغ السيل الزُّبى وتتجاوز التوقعات ويبدأ معها الكثير من الاختراعات لإبهار الحضور والخروج عن المألوف بين إسراف وترف وآخرين بين تقتير وإمساك، وبين هذا وذاك لن تجد الكثير من الحضور راضياً أو مقتنعاً بكل ما يفعل حتى انتهاء الليلة، وتزف العروس الى عريسها في ساعات متأخرة من الليل، بعد أن ينُهك الجميع وتنهار قواهم الجسدية والمالية، وصدقاً لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد بل متبقٍ (الصبحة) وهي استقبال العروسين والأهل لعرض الهدايا التي قدمت لهم من قبل الجميع، ثم يبدأ شهر العسل وتكاليفه طبعاً على العريس.

عادات ما أنزل الله بها من سلطان، تكاليف لا ترضي أحداً، عداد يبدأ ولا يتوقف، رحلة بعد كل هذا قد لا تكتمل، وتظل هذه العادات مستمرة دون إدراك ووعي كافٍ بأن رحلة الزواج هي لبناء المستقبل، يتبع!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store