قد تمر بالإنسان بعض الأوقات أو بمعنى أصح لحظات «غطرسة» يرى فيها أنه الأفضل والأحسن من بين سائر أقرانه.. سواءٌ في منظومة العمل بشكل خاص.. أو في معترك الحياة بشكل عام.. قد يكون لديه بعض المقومات التي تسهم في بروزه.. لا نختلف في هذا.. وقد يكون خلفه من يدعمه.. «ظهر يتكئ عليه» أو يحميه -بعد الله-.. وقد يعمل لهدف ما.. غير المصلحة العامة.. ولا أُفصّل كثيرًا.. قد.. وقد.. الخ.
ليست ظنونًا.. لكنها ممارسات نراها صباح مساء.. هي «الممارسات» للعيان واضحة.. توجد -مع الأسف- في معظم الزوايا.. وبخاصة في الدوائر الحكومية والخاصة.. فالمنافع المتبادلة تعمي عن وضوح الرؤية.. عمدًا أو بغير عمد.. النتيجة واحدة..!!
عندما يُسمح بمثل هذه التصرفات لأي أحد.. يأخذ العُجْب من ذلك الإنسان مأخذه.. وربما مضى به إلى مسافات بعيدة.. فيتجنى على الآخرين بعلم وبغير علم..! وحينما تجبره ظروف الحياة.. أو تنتهي صلاحية ذلك العمل.. أو يغيب الداعم.. نجد أن ذلك الإنسان «المتغطرس» يبحث عمن يواسيه أو يسليه أو يتوجع..!!
ويتبادر إلى الذهن سؤال، هل يعني هذا أن ذلك الإنسان عاد إلى رشده؟
الجواب: من وجهة نظري.. كلا.. ولكنها زالت أسباب العُجْب والتكبر وذهبت عوامل الدعم.. ولو عادت.. لعاد.. إلى أن يشاء الله.. هكذا هي بعض النفوس البشرية.. ولو يعلم المسكين أن الأوائل قبله ما تركوا شاردة ولا واردة إلا عملوا بها.. سعوا في مناكبها.. وعمروها أكثر مما عمروها.. ثم تركوها ورحلوا.. نعم.. رحلوا إلى حيث المنتهى..
ليتنا من أخطائنا نتعلم..!! وإلى الله المشتكى.. اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا.