كتبت مقالاً عن الدكتور نجيب طرابيشي ومقالاً عن الدكتور حسن السيد سليمان وهما مصريا الجنسية، وهذا لا يعني أن ليس لدينا أطباء سعوديون على نفس المستوى من الأخلاق المهنية والإنسانية بل كتبت من قبل مقالاً يوم 29 من ربيع الأول عام هـ، بعنوان سائقي والجلطة في جريدة البلاد عن الدكتور منير عبد القادر ولي خان طبيب القلب في مستشفى الملك فهد بجدة الذي يحمل من العلم الكثير ومن الإنسانية ما يجعلك تقف له بكل احترام وتقدير، ولا يكف لسانك عن الدعاء له، ودائماً -بعد تلك الأيام والسنين التي تجاوزت 16 سنة- أذكره كلما طرى ذكر الأطباء والخيرية والإنسانية التي في بعضهم وللعلم هو في خدمة الفقراء والضعفاء كالأغنياء والوجهاء وأكثر. وكذا في حاضرنا كل من الأستاذ الدكتور حسين الشهري استشاري المخ والأعصاب والأستاذ الدكتور عاطف القباني استشاري كهرباء القلب وكلاهما في مستشفى الحرس الوطني بجدة وهما يحملان من العلم والإنسانية ما يفوق المطلوب والتصور، ولم أجد طبيباً يستقبل مريضه بكل ترحاب ويقف للسلام عليه مثلهما بل يودعانك الى حد الباب عند الخروج.. أخلاقيات اكتسباها من الإسلام ومن تربية إيمانية أكيدة في بيت أبويهما على خلق كريم جزاهما الله خيراً.
أعود لموضوعي وهو أطباء الجامعات الذين استغل العديد منهم السماح لهم بالعمل في الخاص على حساب مسئوليته الأساسية وهي التفاني في خدمة مرضى المستشفيات الجامعية حتى بلغ الأمر بالبعض منهم الى عدم قبول التأمين في المستشفيات الخاصة ولا يقبل إلا النقد، وهنا لا أعني الكل وإن كان من أتكلم عنهم نسبة كبيرة، وطالما هم نسبة كبيرة فالسمعة تتجير على القطاع بأكمله.
وحقيقة من أعنيهم أصبح فيهم إهمال كبير بل البعض يدفع مرضاه لمراجعته في القطاع الخاص سواء بطريق مباشر أو غير مباشر (والقطاع الخاص لدينا مغالٍ في أسعاره بشكل كبير جداً ومستغل لجيوب وحاجة المرضى واضطرارهم) متعللاً بطول المواعيد، وما أعنيهم كل التخصصات بما فيهم طب الأسنان، والغريب أنهم في الخاص على استعداد للكشف على مئات المرضى وفي مستشفيات الجامعات يكتفون بأقل القليل متعذرين بضيق الوقت وعدم الإمكانية وأن ذلك فوق الطاقة بل وصل الحد بالبعض إلى الاعتماد على مَنْ تحته من مساعدين في إجراء العمليات ولا يحضرونها، وفي الخاص يعملون بأنفسهم، ومثلهم من يعملون في قطاعات صحية أخرى ولكن الحقيقة أنهم قلة بسبب منعهم من العمل الخاص ويعملون متخفين في القطاع الخاص لأن عليهم عقوبة مادية.
أتطلع إلى رقابة على كل الأعمال طبية وغير طبية سمتُها ومعاييرها الإنتاجية لا ساعات العمل، والمهمل يحضر الساعات كاملة ويعتبر ممتازاً، معايير التقييم اختلفت ولا بد من وضع معايير لكل وظيفة ومهنة بما يناسب طبيعتها لنحصل على أكبر إنتاجية وبإتقان.
رسالة:
لا أجد مانعاً شرعياً في مجالس الصلاة والسلام على الحبيب صلى الله عليه وسلم والشدو بها.. ألا تعتبر من أفضل مجالس الذكر والدعاء والرجاء بسرِّ الصلاة والسلام على المجتبى صلى الله عليه وسلم، أليست فيها وبها تربية إيمانية وزيادة تعلق ومحبة لله عز في علاه ولنبيه صلوات ربي وسلامه عليه بدلاً مما نحن فيه من بُعد عن خلق الإسلام وغرقٍ في اللهو.
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.