كن صديقاً وأخاً لابنك وابنتك وتحدَّث معهم بصراحة وحاول أن تكون أنت الأب وأنت الأخ وأنت الخال وأنت الصديق وأنت الناصح الذي يحاكي حياتهم وواقعهم ويلاطفهم ويقف معهم ويقترب منهم أكثر من ذي قبل، فالزمن اختلف، وأسلوب الحياة يتغير بطريقة أسرع مما تتوقع، ولأن قربك يكون حاجزاً بينهم وبين الضرر وأقران الشر الذين يتربصون بهم ليس كما كنت تعتقد أو كما كان قديماً في الحي أو المدرسة أو المدينة بل المصيبة هي أكبر مما تظن أو تتوقع في هذا العالم الذي لم يعد قرية بل أصبح أصغر من قرية وأقصر من ظل وأعمق من حفرة مملوءة بالمخاطر والشر الذي يأتيك خلسة ويهطل عليك من كل مكان دون أن تراه، وعليك أن تراقبه بدقة حتى تحمي صغارك وأرضك من شر كل الذين يتربصون بهم ليل نهار!!.
· اليوم ليس كالأمس المملوء بالطيبين أبداً والحزن كل الحزن هو أن تكون أنت البعيد المنشغل عن صغارك بأعمالك مهما كبروا حتى (لا) تكون أنت الضحية الأولى ويكونوا هم ضحاياك الخاسرين بعدك، ومن ثم بعدها تجني ثمار بُعدك دموعاً حارة وحارقة في نهايات مؤلمة، ولأن التربية حقيقة والحب حياة والأدب حياة والصبر حياة والوطن حياة والأمن حياة والسلامة حياة كن أنت مع صغارك الحبيب الذي يعيش تفاصيل التفاصيل معهم حتى يصلوا للأهداف بسلام وأمان، وخاصة في زمننا هذا، زمن الأشرار الذين يعملون ليل نهار من أجل إفساد حياة الآخرين وصناعة متاعب لهم (لا) أول لها و(لا) آخر.
· (خاتمة الهمزة).. الجمال في صناعة العقول وتربية الأجيال هو منجز فخم (لا) يمكن لأي أب أو أم تحقيقه دون تعب، وأي تعب يوازي صناعة عقل يبدع وينتج وينجز الفرح في البدايات والنهايات الرصينة.. وهي خاتمتي ودمتم.