Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

رحلة الزواج (2)!!

A A
كتبت الأسبوع الماضي في هذه الزاوية عن رحلة الزواج، والمراحل التي تمر بها حتى تصل العروس الى بيت عريسها، ويبدآن في بناء عش الزوجية معاً، وكانا قد تكبدا مصاريف كبيرة لتجاوز المراحل السابقة، وكما قلت سابقاً، بأن هذه الرحلة بعد كل ما سبقها قد لا تكتمل لأي سبب، وأن التوفيق من الله قبل كل شيء، ولكن تظل الأسباب هي المحور الرئيسي لكل نتيجة نصل إليها.

عادات الزواج أرهقت الكثيرين منا، بين قدرة وعدمها، وبين استدانة وقروض، لإكمال مراحل الزواج، ومع كل هذا تظل هذه العادات تتحكم فينا بدلاً من أن نتحكم فيها وفق قدراتنا ومقدراتنا، وخصوصاً مع اختلاف ظروف الحياة وانعكاساتها على أسلوب التعامل معها بإيقاع اختلف عن السابق.

لعل فترة الجائحة أعطتنا مؤشراً كبيراً، في التعامل مع هذه العادات، وأدركنا من خلالها بأن التوفيق بين الأزواج لا يرتبط لا بحفل كبير ولا بحفل صغير ولا بتكاليف باهظة الثمن، وأن الأمر أبسط من ذلك بكثير، وأن حضور الأهل والأصدقاء بعدد محدود لن يؤثر على هذا الزواج، ولن يؤثر على نسبة الفرح لدى العروسين، وأن هذه العادات ليس لها علاقة في بناء السعادة الزوجية، وكذلك أن النظر الى موضوع الزواج لابد أن يكون وفق نظرة مستقبلية نبحث في بدايتها عن التوافق والانسجام بين الطرفين بعيداً عن أي مصالح شخصية للأهل أو غيرهم، وأن كل مال يصرف لهذا الحفل يجب أن يكون بمقدار معلوم يؤدى من خلاله الإشهار وأركان الزواج الأساسية، وكل ما زاد عن ذلك فهو في غير مكانه.

الزواج نعمة عظيمة، حفظ للدين وسنة الخلق، لماذا يحاول البعض أن يتصور غير ذلك، ويربط بين السعادة وتضخيم حفل الزواج والعادات المصاحبة له، وقد تبين للجميع بأن سعادة الزوجين لا ترتبط بحفل أو مهر أو بسكن أو تأثيث أو خلافه، وأن الفروقات المادية وآلية صرفها على المناسبات المختلفة لن تقدم أو تؤخر في أي علاقات للمحبين أو الكارهين، فالسعادة والرضا بكل مقسوم أمر واضح لكل إنسان مدرك المعنى الحقيقي لهما، ويجب عدم ربطهما بأي شيء في الحياة، لأنهما أمر داخلي لكل إنسان يحيا به في كل مكان وكل زمان.

صوِّبوا حياتكم، وتعلَّموا من دروس الحياة الصغيرة قبل الكبيرة، لا تقع في نفس أخطاء الآخرين طالما وصلت اليك مبكراً بل اعقلها وتيقن لها، واترك عنك العادات والتقاليد البالية، وتمسك بما هو خير فيها فقط، وأؤكد لكم بأن رحلة الزواج ليست مرحلة حالية بل هي مرحلة مستقبلية لتكوين الأسرة والأبناء.

((دائماً فكِّر جيداً قبل أن تعمل أي شيء)).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store