في ظل هذا السباق المحموم عالمياً في التصدي لفيروس كورونا؛ ظهرت جهود دولية جبارة للمساهمة للتصدي لهذه الجائحة الخطيرة التي قضت إلى الآن على أكثر من مليونَي نسمة.
فين عيالنا؟ العنوان المذكور أعلاه يستدعي إلى الاستفسار عن طلائع الباحثين السعوديين التي أغدقت عليهم الدولة الرشيدة المليارات من الريالات ليس ليحققوا شيئاً جديداً من اللقاح، وإنما فقط ليشاركوا جهات بحثية أمريكية أو أوروبية أو شرقية أو غربية، فنشعر بوجودنا بين الأمم الباحثة والمطوّرة للتصدي لهذا الوباء الخطير.
الهند وسنغافورة حققتا شيئاً معيناً لفحص المريض لمعرفة إصابته خلال دقائق، وكذلك مصر التي توصلت إلى تطوير درع وقائي للمتعاملين مع المصابين بالفيروس.
اتذكر من خلال قراءات صحفية وتقارير أن جامعة من جامعات وطني الحبيب اتفقت مع جامعة أكسفورد في العام الماضي لقبول مجموعة من باحثيها لينضموا إلى فريق البحث البريطاني في دراستهم لهذا الفيروس اللعين؛ من أجل التوصل إلى نتائج يفرح بها السعوديون حكومة وشعباً.. لكن الذي حصل أن جامعة أكسفورد نفسها أعلنت بعد مرور 10 شهور عن مجموعة اكتشافات وأمصال دون الإشارة إلى فريق البحث السعودي.. لا أدري لماذا؟
رسالة أوجهها إلى باحثينا الأفاضل، وهي أي جهد يبذلونه بإخلاص في هذا المضمار؛ فإن الله تعالى يعلمه، وسيجزيهم بركة وأجراً عظيماً في الدنيا والآخرة..
من التجارب العملية أنه من الصعب التعامل مع البريطانيين بسبب أنفتهم وعجرفتهم، مع احترامي لمن درس في جامعاتهم وتخرج منها.. البريطانيون مازالوا يشعرون بتاريخ بلدهم المجيد الذي لم تكن مستعمراته تغيب عنها الشمس، ولهذا يصعب التعامل معهم.
الجانب الآخر هو المجتمع الأمريكي الذي يسهل جداً التعامل معه.. فهم خليط دولي من جميع الأجناس والأعراق والقيم والعادات، ويمكن جداً التأقلم معهم والاستفادة منهم وبخاصة في الجامعات.. ولا يوجد ما يمنع من حسن اختيار خمسة باحثين من خيرة المتخصصين في المجالات الطبية: التنفسية والأوعية الدموية والمناعة، وإيفادهم إلى إحدى هذه الجامعات العملاقة؛ ستانفورد أو ييل أو هارفارد أو برنستون بعد مكاتبتهم للاتفاق معهم على السماح لباحثينا على مشاركة باحثيهم في دراسة إمكانية الوصول إلى لقاح حاسم لجائحة كورونا، وتقوية أجهزة المناعة لدى الإنسان لمقاومة أي فيروس طارئ.
وينبغي التفاؤل جداً بظهور الباحثين السعوديين في قوائم المنجزين المبدعين فيما أرسلوا من أجله، وبهم ستفرح البلاد حكومة وشعباً، وستكون علامة فارقة في تاريخ الجامعة التي أوفدتهم لهذا العمل المتميّز.. والله من وراء القصد.