تمتلك السعودية قدرات سياحية لا محدودة متفاوتة النوعية بفضل مساحتها وامتدادها وتضاريسها المختلفة من جبلية إلى بحرية، كما تمتلك مجموعة من الجزر البكر التي لم تُستغل. ويتوفر لنا التباين المناخي في مختلف المناطق السعودية. علاوة على الإرث والآثار الموجودة في مختلف مدن السعودية من حضارات احتضنتها جزيرة العرب منذ الأزل. وللأسف لم يستغل المكون البيئي خلال العقود الماضية كما يجب بسبب عدم توفر البنية التحتية اللازمة له، من مطارات وفنادق ومطاعم وأنشطة سياحية وأدلة ووسائل تنقل.
ويعرف عن القطاع السياحي قدرته الكبيرة على التوظيف وتكوين الوظائف للاقتصاد بصورة كبيرة بسبب طبيعته ونوعية الأنشطة فيه. وركزت بالتالي استراتيجية ٢٠٣٠ بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الاستفادة من هذا التميز والتباين والإمكانيات اللامحدودة. حيث الملاحظ تركز الأنشطة والمشاريع في السعودية على هذا الجانب في ظل قيادة لديها رؤية واضحة وأهداف ترغب في تحقيقها، أهمها تنويع الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وهو هدف سنراه عما قريب يتحقق ليكون اقتصاداً قوياً، ولا شك أن الدولة لازالت تهتم وتدعم وتوسع القاعدة الصناعية والزراعية وتم إضافة السياحة بصورة قوية. والناظر للمشاريع التي يتم إطلاقها في عز أزمة الكورونا وتخوف اقتصاديات العالم يجعلنا ندرك أن ليس هناك مستحيل وأننا نسير بخطى ثابتة لنحقق المستحيل ونمون اقتصاداً قوياً يدعم الأبناء والأحفاد. وإن النهضة الاقتصادية التي نعيشها في ضوء رؤية ٢٠٣٠ هي لتكون بيئة اقتصادية قوية تكفل الرخاء للمواطن.
من المعروف عشق المواطن للسياحة واهتمامه بها وتصنفه منظمة السياحة العالمية كسائح متفرد وله مزايا تجعله مستهدفاً ومطلوباً جذبه. الأمر الذي يدعم الطلب على السياحة المحلية ويوفر عنصر نجاح أساسي لها. كما أن التوزيع السكاني وكون جزء كبير منه من فئة الشباب يدعم توفر العمالة اللازمة لدعم القطاع.
السعودية في مراحل سابقة اهتمت بتكوين مراكز في مختلف مناطق المملكة من خلال نشر التعليم وخاصة الجامعي من خلال عدد كبير من الجامعات الحكومية علاوة على الخاصة. لا شك أن العوامل المختلفة تساهم في إنجاح الرؤية ٢٠٣٠ مما يعكس سلامة الرؤية وسلامة التخطيط للبناء على أسس سليمة.