هناك حروب عسكرية، وهناك حروب من نوع آخر.. حيث ظهرت حرب من نوع جديد في القرن الواحد والعشرين "حرب اللقاحات".. نعم الوصول إلى لقاح ناجع لفيروس «كورونا» أعز من الحصول على لبن العصفور.
فبدأت حرب ما بين عدد ليس قليل من شركات عملاقة في سباق إنتاج لقاح لهذا الوباء العالمي لاسيما بعد ظهور سلالات متغيرة لهذا العدو الجديد ألا وهو فايروس كورونا.. فايروس بلا هوية.. عدو بلا حدود جغرافية.. حرب بلا رصاص ولا قنابل ولا دبابات بل سائل به مضاد لأصغر كائن حي خلقه الله فايروس "كورونا".
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الاتحاد الأوروبي مستعد لاستخدام "كل الوسائل القانونية" لعرقلة تصدير لقاح "فايزر" المضاد لكورونا إلى بريطانيا وسط النقص في التوريدات.. وقالت الصحيفة إنها اطلعت على رسالة مسربة لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، قال فيها إن بروكسل تدرس إجراءات عاجلة لضمان توريدات اللقاح لسكان الاتحاد.. ويأتي ذلك في سياق حرب اللقاحات التي أثارها قرار شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية تأخير توريدات لقاحها للاتحاد الأوروبي بسبب مشاكل في الإنتاج، وفي الوقت ذاته توفير اللقاح بالكمية الضرورية إلى بريطانيا.. وفسرت الشركة قرارها بأن العقد مع الحكومة البريطانية تم توقيعه أولا.. وفي المقابل ينظر الاتحاد الأوروبي في إمكانية عرقلة توريد لقاح فايزر الأمريكي إلى بريطانيا، الذي حجزت المملكة المتحدة 40 مليون جرعة منه.. وجاء في رسالة ميشيل الموجهة إلى زعماء النمسا وجمهورية التشيك والدنمارك واليونان، أن ذلك سيتيح للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الوسائل القانونية لضمان الإنتاج الفعال للقاح والتوريد إلى سكان الاتحاد.. الكل لاشك أنه يعرف المواصفات العلمية المختلفة ما بين تلك اللقاحات أي لقاح فايزر ولقاح ماديرنا ولقاح جونسون ولقاحات الصين وأخيرًا لقاح جامعة أكسفورد أي أسترازينكا البريطاني السويدي.. وبكل أسف كثير من الناس حول العالم تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فايزر ولم يتمكنوا من أخذ الجرعة الثانية لعدم توفير اللقاح بسبب هذه الحروب "حرب اللقاحات".. لذلك يجب على العلماء أن يدعموا اللقاح الذي لا يحتاج إلا لجرعة واحدة فقط.. رغم أن الكثير من سكان العالم تعاطوا اللقاحات رغم ذلك عدد حالات كوفيد في تزايد في الآونة الأخيرة لماذا يا ترى؟ فبدلا من الحرب التجارية والربحية يجب التعاون بين العلماء والباحثين وشركات صناعة الأدوية على حماية البشرية من عواقب هذا الوباء العالمي لأن الموضوع ليس داء بل هو وباء.