· وهذا سؤال مقلق جداً لأي مدير منظمة ناجح، فكثير من الدراسات ومنها دراسة حديثة لمجموعة (تانر) الأميركية وجدت أن الإحباط والشعور بعدم التقدير يشكلان 79٪ من أسباب ترك الموظفين لأعمالهم، فضلاً عن تقليل الإنتاجية وإضعاف الأداء!. يعتقد كثير من القياديين أن مجرد إعطاء رواتب للموظفين كفيل بجعلهم يعملون بروح عالية وبأقصى طاقتهم وهذا خطأ بالطبع.. لماذا إذن ينتشر الإحباط والشعور السلبي في منظمة ما؟!، وهل يمكن أن تكون إدارة المنظمة هي السبب في انعدام الشعور بالولاء المؤسسي، والإخلاص عند منسوبيها؟!. الإجابة نعم (كبيرة) فهناك الكثير من الأسباب المسئولة عن نشر الإحباط وتردّي الحالة النفسية والمزاجية في المنظمة والتي قد يكون القائد هو المتسبب بها.
١- موظفوك لا يشعرون بالعدالة: وهذه كارثة الكوارث؛ خصوصاً إن كنت ممن يمنحون المزايا بلا معايير ثابتة وعادلة، أو ممن يكافئون بها المتسلقين وناقلي الأخبار.
٢- لم تعطِ زملاءك الأهمية التي يحتاجونها: لا شك أن الجميع يعملون من أجل المال، لكن الجميع أيضاً يريد أن يتم تقدير عمله.. كافئ على العمل الجيد دون النظر للأسماء، وأشعِر الجميع بأهميته.
٣- ابتعد عن الطبقية ما استطعت حتى في المسميات: لا تنجرف نحو مسميات مثل الإدارة العليا، الأعضاء النخبة.. الخ .. فهذه من شأنها أن تصنع فجوة من الصعب ردمها. 4- موظفوك لا يعرفون المطلوب منهم: قد لا يكون البعض على دراية بمعايير العمل؛ لذا يصابون بالإحباط، والسبب أنك لم تحدد لهم أي أهداف.. لاحظ موظفيك، حدِّد لهم المعايير، وحدِّد أهدافًا قابلة للتحقيق.. يجب أن يعرف موظفوك سبب قيامهم بكل مهمة.
5 - هل شجعتهم على العمل الجماعي: عدم التشجيع على العمل الجماعي، يساعد على الفردانية وظهور الصراعات الداخلية.. كوّن فرقك بعدالة، حدِّد مهامهم، وضِّح لهم مزايا العمل الجماعي وادعمهم لتنمية روح الفريق الواحد.
6. لا يشعرون بالاتصال الصحيح: عندما يكون هناك نقص في التواصل، ينتهي الأمر بالموظفين إلى الإيمان بالشائعات والقيل والقال، وهذا يؤدي إلى الشعور بالارتباك والإحباط، التواصل الواضح والصحيح له تأثير كبير على رفع معنويات الموظفين وثقتهم.
7. لست قريباً منهم: يصاب الموظفون بالإحباط عندما لا يتم سماعهم ومعالجة مشاكلهم، شجعهم على الحديث، رحب باقتراحاتهم، استمع بدلاً من الرد السريع وكن مرنًا في سياساتك لتلائم احتياجاتهم.. عندما يشعر الموظفون بقربهم منك، سينتهي الأمر ببيئة أكثر إنتاجية.
8. توجيهاتك لا تتناسب مع قدراتهم: من المهم قياس مستويات كفاءة العاملين، وإسناد المهام وفقًا لخبراتهم وقدراتهم. عندما تكون المهام أكبر من قدرات الموظفين قد يشعرون وكأنه يتم استغلالهم أو التقليل من شأنهم، وقد يشعرون أن مديرهم لا يملك فهماً واقعياً لقدراتهم، هذه المعتقدات تؤدي إلى عدم الرغبة في العمل بكفاءة.
· أخيراً.. لا تلقِ باللوم دوماً على موظفيك، فقد تكون أنت العقبة الكأداء في طريق تطوير المنظمة وزيادة إنتاجها؛ لأنك الماكينة الأكبر لإنتاج الإحباط فيها وإهدار ثرواتها البشرية والمالية.. راجع منهجيتك بصدق ونزاهة، وليكن هدفك هو إنشاء مكان عمل فعّال وعالي المردود وليس مجرد مكان مزدحم.