دعت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الخميس إلى انسحاب "فوري" لكافة المرتزقة من البلاد التي تعاني من فوضى مستمرة منذ عقد غير أنها تشهد تطورات سياسية نتيجة مفاوضات جرت برعاية الأمم المتحدة.
جاءت التصريحات خلال زيارة قام بها وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا الخميس إلى ليبيا، بعد أيام من منح البرلمان الثقة لحكومة الوحدة الليبية الجديدة المكلفة توحيد مؤسسات البلاد وتنظيم انتخابات في 24 ديسمبر. وتفاقم النزاع في ليبيا بشكل كبير نتيجة تدخل قوى خارجية، ومن أهم الملفات الراهنة مسألة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة الذين قدّرت الأمم المتحدة في ديسمبر عددهم بعشرين ألفا.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال مؤتمر صحافي مع نظرائها الثلاثة في طرابلس، "نؤكد على خروج كافة المرتزقة وبشكل فوري من بلادنا". وأضافت أن "استقرار ليبيا إقليميا ينعكس إيجابا على أوروبا". في القاهرة، دعا أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي استقبل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى "انسحاب" تلك القوات.
من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان خلال المؤتمر الصحافي في طرابلس أن "مغادرة المرتزقة" المرتبطين بالتدخل الخارجي "ضروري لتؤكد الدولة الليبية سيادتها". ويتزامن ذلك مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن الملف الليبي سيكون على "طاولة" المحادثات الأوروبية نهاية الشهر الحالي، في إشارة للتقارب والدعم للسلطات الجديدة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء في تقرير سلّمه إلى مجلس الأمن عن "قلقه العميق" إزاء "التقارير حول استمرار وجود عناصر أجنبية في سرت ومحيطها ووسط ليبيا". وتحدث التقرير عن تحرك طفيف لسحب بعض المرتزقة اعتبره غير كاف. حول هذه النقطة، أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي الخميس أنه جرى رصد بدء انسحاب مرتزقة سوريين نشرتهم تركيا من البلاد. وقال المصدر "هذه واحدة من البوادر المشجعة التي لاحظناها. شوهدت ولوحظت تحركات" مشيرا إلى أنها تحتاج إلى "توضيح وتأكيد". وأضاف أنه "يجب المواصلة، ليس فقط في ما يتعلق بالمرتزقة السوريين، بل كافة القوات الأجنبية".