لا شيء أفضل من البساطة وخلو القلب من منغصات الحياة حينما تكون صافي الذهن ومن حولك أذهانهم شاردة وواردة، يطاردون الحياة وأنت تسير رويداً رويداً وتسمع من على جنباتك قيل وقال وتغض طرفك وتدعو بقلبك بالهداية والصلاح وتتبع رائحة الطيب من القول وتجد الكسير لتجبره وتجد الملهوث لتغيثه وتجد المقطوع لتوصله وتجد الحزين لتفرحه وتجد المدين لتمهله وتجد الغريب لتؤنسه وتجد التائه لتهديه، يتصدرون المجالس ويأخذون بتلابيبك لتجلس فيها، يتوددون لك لأنك ترفعت عن مزاحمتهم عن دنياهم ولم تشاركهم أموالهم، ولنا في العلماء والصحب الكرام بل والنبي الكريم أسوة حسنة فطابت معيشتهم، والطبع غلابُ، نبئوني عن من عمل عملهم أو سار على نهجهم ولم يوفقه الله؟ لأن قلوبهم لا تحمل الحقد ولا الضغائن وتترفع عن الصغائر وتدعو بظهر الغيب وتلحق بالركب الطيب المبارك فكانت سيرتهم عطرة ونسائم إيمانهم الزكية تفوح من أرضهم حتى نزل الناس من طيبهم أرضهم واستوطنوها فأحيوها بإحياء أهلها سنة نبيه الكريم والحمد لله رب العالمين.