رغم كل شيء لا نملك إلا أن نقول لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، شكرًا على الزيارة الخاطفة التي قمت بها للمركز الإسلامي في مدينة «رين» غرب فرنسا، والذي تعرض لتدنيس حوائطه بالعبارات المسيئة للإسلام ولرسوله صلى الله عليه وسلم.. والحق أن زيارة درامانان للمركز الإسلامي تفوق في أهميتها زيارته لقبر جده، هناك في منطقة أولاد غالي ببلدية المنصورة بولاية مستغانم شمال غرب الجزائر!
وكان جيرالد دارمانان قد أعلن منذ فترة أن أحد أسمائه هو «موسى»، وهو نفس اسم جده لوالدته الجزائري الذي جندته القوات الفرنسية في صفوفها خلال الحرب العالمية الثانية حيث قاتل النازيين في منطقة هاسنون بشمال فرنسا وعاش فيها بعد الحرب حتى وفاته.
وفيما كان الوزير الفرنسي يعبر عن تضامن الحكومة مع المسلمين، ناقلا «اشمئزاز الحكومة» واستياء الرئيس ماكرون من هذه الكتابات المسيئة على جدران المسجد أو المركز الإسلامي، كان مكتب النائب العام في مدينة «رين» يعلن فتح التحقيق في تدنيس حوائط المسجد بهذه الطريقة الهمجية، قبل أن تتوالى برقيات التضامن مع الجالية المسلمة هناك.
مع ذلك تظل برقيات التهنئة للمسلمين برمضان والتي نشرها نادي باريس سان جيرمان في حسابه على مواقع التواصل، هي الأجمل، من كل البرقيات، وتظل لقطات الفيديو التي بثها نجوم الفريق، من أمثال كيليان مبابي، ونيمار، وفيراتي، إدريسا جايا هي الأجمل من كل الأهداف!
لقد كان لتهنئة نجوم الفريق الفرنسي، الذي وصل الى الدور قبل النهائي لبطولة أوربا على حساب البطل السابق بايرن ميونخ الألماني بقدوم شهر رمضان مفعول السحر ليس في صفوف مسلمي فرنسا فقط وإنما بين مسلمي العالم، وهي مسآلة لا تعبر عن حكمة وذوق 11 لاعبًا في الفريق الفرنسي بقدر ما تعبر في الجهة المقابلة عن سماحة أكثر من مليار مسلم حول العالم.
ومن الواضح على هذا النحو أن دقائق من العقل والحكمة والتسامح، يمكن أن تبدد جهود ساعات بل أيام وشهور وأعوام من تصريحات وأفعال اليمين المتطرف!
لست أدري على وجه التحديد، عدد اللاعبين المسلمين في فريق سان جيرمان الفرنسي، لكن من الواضح أن سلوك لاعب واحد ماهر في فريق أوربي تحدث أثرها وتعمل عملها في نفوس مئات الآلاف من جماهير هذا الفريق أو ذاك.
لقد كان من الرائع أن يضم منتخب ألمانيا في وقت من الأوقات ستة لاعبين مسلمين، على رأسهم لاعب خط الوسط مسعود أوزيل، وزميله بنادي أرسنال شكوردان موصطافي، إلى جانب نجم يوفنتوس سامي خضيرة، وإلكاي غوندوغان المنتقل إلى مانشسر ستي، ولاعب ليفربول إيمري شان، والمغربي الأصل كريم بلعربي لاعب ليفركوزن الألماني.
والواقع أن قائمة اللاعبين المسلمين في الفرق الأوربية تطول وتطول، ومن حسن الطالع، أنهم جميعًا قمة في الأخلاق والسلوك الذي دفع بجماهير ليفربول الإنجليزي أن تنشد ما معناه، إذا كان محمد صلاح مسلمًا، فأود أن أكون مسلمًا مثله!
تحية شكر وتقدير للاعبي سان جيرمان الفرنسي، بمناسبة برقيات التهنئة التي أرسلوها لنا بمناسبة رمضان، وتحية لمحمد صلاح سفير المسلمين الجديد في فريق ليفربول الإنجليزي، في كل المناسبات.
صلاح سفير الإسلام.. ورمضان على لسان فريق سان جيرمان!
تاريخ النشر: 15 أبريل 2021 00:39 KSA
إضاءة
A A