يعود المناخ من جديد ليفرض نفسه على الساحة العالمية ويدعو زعماء أربعين دولة ليناقشوا القضايا المرتبطة به، فالمخاطر البيئية والمناخية هي قضايا دولية مشتركة تتجاوز الحدود الوطنية والتعامل معها يتطلب حلولاً عالمية شاملة من أجل مستقبل الأجيال وحماية كوكب الأرض وفي مقدمة تلك الحلول زيادة الوعي بالمخاطر البيئية والمناخية وأهمية خفض الانبعاثات ومواجهة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وسبل تنفيذ الدول لتعهداتها بهذا الشأن وخاصة البلدان الصناعية الكبرى إضافة إلى سبل تمويل برامج الطاقة النظيفة والابتكارات والتحول وما يعرف بالمشاريع الخضراء.
تزامناً مع اليوم العالمي للأرض ترأس خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وفد المملكة في قمة المناخ والتي عقدت برئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن وقد أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته أن رؤية المملكة 2030 أطلقت حزمة من الإستراتيجيات لدعم تلك القضية مثل الاستراتيجية الوطنية للبيئة ومشاريع الطاقة النظيفة، كما أصدرت المملكة خلال ترؤسها لمجموعة العشرين العام الماضي إعلاناً خاصاً حول البيئة وتم تبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة وإطلاق مبادرتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية..
لقد تم إطلاق مشروع تنمية المحميات الطبيعية لرفع نسبة تغطية المملكة من 4 % إلى مايزيد على 14% وزيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40 % ، ومواجهة التحديات عبر رفع كفاءة إدارة المخلفات والحد من التلوث بمختلف أنواعه ومقاومة ظاهرة التصحر والعمل على الاستثمار الأمثل للثروة المائية عبر الترشيد واستخدام المياه المعالجة والمتجددة.
لقد نوه خادم الحرمين يحفظه الله بإعلان سمو ولي العهد عن مبادرة «السعودية الخضراء»، ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية، من خلال زراعة 50 مليار شجرة، في أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم إضافة الى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10٪ من الإسهامات العالمية.
ولقد وجدت تلك المبادرات تأييداً عالمياً واسع النطاق.
تتوالى في المملكة المبادرات المرتبطة بحماية التغير المناخي من خلال إنشاء مجلس المحميات الملكية والتي وصل عددها إلى 6 محميات وتأسيس أكبر مصنع في العالم لتنقية غاز ثاني أكسيد الكربون ومشاريع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية.
إن التعاون الدولي والجهود المبذولة من أجل مكافحة التغير المناخي من شأنها أن تساهم في إيجاد بيئة أفضل لأجيال المستقبل وحماية كوكب الأرض من أي تأثيرات مناخية سلبية.