منحت القيادة الرشيدة المرأة السعودية الكثير من الدعم والتمكين، وعززت من مكانتها وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية، خاصة في ظل رؤية 2030، عبر صدور عدد من الأوامر والقرارات والأنظمة والإصلاحات الحقوقية والتشريعية؛ لتعزيز حقوقها ومشاركاتها في العمل، والاستفادة من قدراتها وخبراتها وتعليمها العالي، ثقة بها وإيمانًا بكفاءتها، وشاركت المرأة في العديد من مسارات التنمية، وتقلدت العديد من المناصب في القطاعين العام والخاص، ورشحت نفسها لتكون في المجالس البلدية والغرف التجارية، وأصبحت عضوًا في مجالس الشورى والمناطق، وتولت مناصب دبلوماسية، ومثلت المملكة في المناسبات العالمية، منها وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، وكان لها حضور لافت في مجال ريادة الأعمال.
36 هدفًا إستراتيجيًا لتمكين المرأة اقتصاديًا
حققت المرأة من خلال مشروعات ريادة الأعمال نجاحًا لافتًا خاصةً مع تسارع معدلات التغيير في بيئة الأعمال بدءًا من المشروعات الصغيرة إلى افتتاح المصانع، ولاستثمار طاقاتها دفع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالعديد من البرامج التنفيذية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الـ96 لرؤية المملكة بدءًا بتدشين برنامج التحول الوطني المحتوي على 36 هدفًا إستراتيجيًا يدعم التمكين الاقتصادي للمرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل، ولتعزيز ثقافة الابتكار.نماذج رائدة في صناعة الشيكولاتة والملابس العسكرية
تبرز تجربة المرأة السعودية في الواقع الاستثماري بشكل لافت، حيث حازت مساهمة النساء في الشركات الناشئة مساحة مقدّرة وذلك بعد امتلاك المهارات والآليات اللازمة للتقدّم والنجاح، واستطاعت رائدة الأعمال طرفة المطيري جذب الأنظار إليها بعد تميزها في إنتاج وتصنيع المنتجات والملابس العسكرية كأول سعودية تتخصص بهذا المجال، عدا نجاحها في تصميم وإنتاج بدلة للتخفي الحراري والبصري بصناعة محلية بنسبة 100% ، ونجحت كذلك رائدة الأعمال رؤى سعود صابر في تأسيس مصنع شيكولاتة يقوم بتغطية السوق السعودي بصناعة وطنية خالصة أسهمت في توظيف عدد من الفتيات، واستطاعت أن تحصل لمنتجاتها على شهادة الآيزو واليونيدو، ومنها شهادة ماستر احتراف صنع الشيكولاتة من بلجيكا على يد شيف بارت أحد طباخي ملك بلجيكا.
17 ألف سعودية يعملن بالمدن الصناعية
كشفت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» عن ارتفاع أعداد السعوديات العاملات في المدن الصناعية التي تشرف عليها إلى 17 ألف موظفة بنهاية الربع الأول من 2020، مبينة أن العام 2021 سيشهد إطلاق منتج المصانع الجاهزة الصغيرة بمساحات 200 م² لتمكين الاستثمارات النسائية.
وبينت «مدن» أن عدد المصانع النسائية بلغ 945 مصنعًا بين مكتمل وتحت الإنشاء أسهمت ولا تزال في دعم الاقتصاد الوطني في مواجهة جائحة كورونا من خلال توفير متطلبات السوق المحلية من السلع والمنتجات المختلفة، فضلاً عن تحقيق الأمن الغذائي والطبي، وما زالت تستثمر في قدرات المرأة السعودية وفق رؤية شاملة تستهدف تفعيل دورها التنموي طبقاً لرؤية المملكة 2030، وأسهمت المنتجات والخدمات والحلول التمويلية المقدمة في المدن الصناعية بالتعاون مع القطاعين العام والخاص في زيادة جاذبية القطاع الصناعي أمام المرأة السعودية، من خلال تهيئة البيئة النموذجية التي تلائم طموحاتها كموظفة أو مستثمرة في المجال الصناعي.
المرأة موثقة للعقود وإصدار الوكالات
منحت وزارة العدل للمرأة ضمن خطة تمكينها (رخصة التوثيق) للقيام بمهامها في توثيق عقود تأسيس الشركات وإصدار الوكالات وفسخها، والرهن العقاري، وإفراغ العقارات، والإقرارات بالديون وسدادها وفق عملية إلكترونية متكاملة وعلى مدار الأسبوع، وقد تمكنت من تنفيذ 16753 عملية توثيق في العام المنصرم 2020، بارتفاع قدره 1043% ، عن العام السابق له والذي شهد إجراء 1466 عملية.
رفع مساهمة المرأة بسوق العمل إلى 30%
وضع مجلس الشورى، من جانبه عددًا من الأنظمة، واقترح تعديلات على أنظمة أخرى لحماية حقوق المرأة، منها مبادرات في مجال العمل لخفض نسبة البطالة بين النساء، وزيادة تمثيلهن في مواقع السلطة واتخاذ القرارات، ورفع نسبة المشاركة في سوق العمل من 22 % إلى 30 % بحلول 2030م، عبر التشجيع على العمل عن بُعد والعمل المرن.
وفي جانب توفير بيئة آمنة وتنقل مريح واقتصادي تم تنفيذ برنامج دعم نقل المرأة العاملة (وصول) أحد برامج صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» والذي وصل عدد الموظفات السعوديات المسجلات به إلى 85 ألف موظفة يعملن في مختلف منشآت القطاع الخاص، وذلك منذ إطلاقه في نوفمبر 2017 حتى الآن، بالشراكة مع شركات توجيه مركبات الأجرة ويغطي البرنامج 13 منطقة هى الرياض، ومكة المكرمة، والمنطقة الشرقية، والمدينة المنورة، وتبوك، وعسير، والقصيم، وحائل، وجازان، والحدود الشمالية، ونجران، والجوف، والباحة.
كما تبنت المملكة عددًا من البرامج لرفع نسبة الامتثال لنظام حماية الأجور، ودعم تكاليف حضانة أطفال المرأة العاملة عبر إطلاق برنامج «قرّة» لمساعدتها للالتحاق بسوق العمل، والاستمرار فيه،
ومن الإنجازات التاريخية الكبيرة لتمكين المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزتتويج الرياض عاصمة للمرأة العربية تزامنًا مع ترؤسها للدورة 39 لاجتماع لجنة المرأة العربية، والتي أبرزت الإرادة الوطنية الداعمة لمكاسب المرأة في جميع المجالات.
رؤية 2030 تعزز حقوق المرأة
أكدت الهيئة العامة للإحصاء في تقرير حديث لها أن المرأة السعودية شريك رئيس في النجاح وأحد عناصر القوة المساهمة في التنمية الوطنية بجميع المجالات، واعتمد التقرير على (166) مؤشرًا إحصائيًّا خاصًا بالمرأة السعودية في الفئة العمرية (15 سنة فأكثر) استنادًا إلى نتائج أحدث 11 مسحًا من مسوح الهيئة العامة للإحصاء، فضلًا عن البيانات السجلية؛ وأظهرت نتائج التقرير أن السعوديات يمثلن نصف المجتمع تقريبًا بنسبة (49% ) من إجمالي السكان (15 سنه فأكثر) بنسب متقاربة في معظم المناطق الإدارية، في حين بلغ متوسط عمر السعوديات 28 سنة.
وأشار التقرير إلى أن رؤية المملكة 2030 أسهمت في تعزيز مكانة المرأة وحصولها على مزيد من الحقوق عن طريق التمكين على الصعيد الوطني والدولي، مما أتاح للمرأة القيام بدور مهم في التنمية، حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 26 سبتمبر 2017م بإصدار رخص قيادة المرأة للسيارات، وبدأ التنفيذ في24/6/2018م، وبلغ إجمالي رخص القيادة الصادرة للمرأة في المملكة حتى العام الماضى حوالى 175 الف رخصة قيادة.
ولي العهد: المرأة تعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة
أبرز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فى تصريحات نشرت مؤخرًا المكاسب التي حصلت عليها المرأة، مؤكدًا أنها تعيش اليوم «مرحلة تمكين غير مسبوقة»، وقارن سموه بين وضع المرأة في السابق وخلال الفترة الحالية قائلاً: «المرأة في السابق كانت لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا قيادة السيارة، ولا ممارسة الكثير من الأعمال، ولا إنهاء قضاياها دون محرم، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين»، وقد عملنا على تمكينها في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعليًا شريكًا للرجل في تنمية وطننا جميعًا دون تفرقة، وفي 14 فبراير 2018 تم السماح لها بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، وترجمة لتوجيهات القيادة بتمكين المرأة في مختلف المجالات، تولت المرأة عددًا من الوظائف كانت حكرًا سابقًا على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص.
وفي هذا الصدد، تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة بالولايات المتحدة في 23 فبراير 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
وحصلت المرأة على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل، في أغسطس 2019، وتم الموافقة على تعديل نظام العمل، لمنح المزيد من الحقوق للمرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل، وحرصًاً من خادم الحرمين الشريفين على أن تعمل المرأة في بيئة آمنة، صدرت موافقته عام 2018 على قانون لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح لها مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.
المرأة السعودية.. تمكين غير مسبوق بالاستثمار والتوظيف والتشريع
تاريخ النشر: 25 أبريل 2021 01:04 KSA
في ظل دعم القيادة ورؤية 2030
A A