قد نتفق على أن وزارة الثقافة صبغت رمضاننا الكريم هذا العام بنكهة جميلة بثت البهجة في القلوب حين كرّمت- ضمن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية- عددًا من المبدعين والمبدعات من أبناء وطننا الغالي. أعتقد أن شعور الغبطة كان مشتركًا، ونحن نشاهد حفل توزيع الجوائز الجميل، الذي ظهر بصورة تليق بثقافة المملكة وإبداعها الثقافي المتنوع، وأظن أن الكثيرين لا يزالون مثلي يعيشون نشوة الفرح وحالة الزهو، حتى بعد مرور أكثر من أسبوع على ليلة الاحتفاء.
كانت الرحلة تردُّ دَيْن الخطوات لسيّدها الجميل محمد العبودي، وكان ظهور نجميْ المسرح سامي الجمعان وياسر مدخلي تتويجًا لهما على المنصة التي أخلصا لها بتفانٍ ومثابرة.. حين دلف الصقعبي إلى المسرح، شاركتنا شخوص رواياته التصفيق له ولمقبول العلوي، ولأمل الحربي، وكانت الألوان ترحّب بلولوة الحمود، ودانة عورتاني وأحمد عنقاوي.. عدسة الكاميرا عرفتْ صاحبتها شهد أمين فزفّتْها أمامها، بعد أن اعتادت أن تكون خلفها، والكلمات.. هللت بكل اللغات لعبدالله الطيب، وسلطان المجيول، وبندر الحربي، ومن ذا يستحق نكهة الزعفران غير راكان ونورة البدران.. أما الأزياء فكانت وفية للكفوف التي شاركتها أجمل اللحظات، كفوف يوسف أكبر، وأروى العماري.
أعتقد أن خلف فكرة المبادرة رمزيةً مهمة تؤدي إلى هذا الشعور العارم بالاعتزاز.. ففي التكريم، وفي الجوائز اعتراف رسمي من وزارة المثقفين والمثقفات بأحقية الإنجاز بالتكريم، والإبداع بالثناء والتشجيع. تقول الوزارة إنها تحث على العمل، وتتابع الإنجاز، وتطرب للإبداع، وأن هذا كله لن يمر دون إشارة وتقدير.. ليس سرًا أن في هذه الجوائز تقديرًا للمبدعين والمبدعات، تقديرًا للعمل الجاد المنظم والمؤثر، تقديرًا لشباب وشابات الوطن الذين يمثلون جذع الوطن ومستقبله المشرق بإذن الله.
كما أن في التكريم تشجيعًا للمكرمين والمكرمات، ودعمًا لهم ولهن لمواصلة العمل، وتحفيزًا لنظرائهم في الكتابة والمسرح والتصميم والأداء والفنون الأخرى لطرق آفاق أعمق وأكثر إبداعًا وتميزًا.. هل لاحظتم كيف يمكن أن تخلق هذه الجوائز جوًا من التنافسية الإيجابية بين مبدعات ومبدعي المملكة لإخراج أفضل ما لديهم، وتطوير مواهبهم ومخرجاتهم، وهو ما يعني عملًا أكثر جودة وكثافة، يعود بثماره على الوطن الكبير.
كل هذه الأبعاد تختصرها رمزية الجائزة التي تبنتْها بإيمان وحرص وزارة الثقافة، وهي تطلق المبادرة في شهر الخيرات وقطف الثمرات.. من المهم قبل أن أنتهي أن أشير إلى أن الجوائز تعكس رؤية الوزارة للثقافة باعتبارها منظومة متكاملة، لا تقتصر على مجال نخبوي دون آخر، ولا تقصر ذاتها على تعريف ضيق يستثني أكثر مما يشمل
.. ونحن نعلم أن مفهوم الثقافة وفقًا لهذه الرؤية مفهوم أوسع يتسق مع تطورات العصر الذي نعيشه.
أبتسم الآن مددًا.. وأنا أنهي مقالي، وأرى المبادرة قد أضحت تقليدًا سنويًا يجمعنا على مائدة الفخر والفرح والغبطة، مائدةٍ نحتفي فيها بهذا الوطن، وبأبنائه من المخلصين والمخلصات.. بركات بركات..