كانت المقابلة التي أجراها الصديق المبدع «عبدالله المديفر» مذيع روتانا المتألق مع سمو ولي العهد، عامرة بالأفكار والرؤى واللقطات التي يمكن أن تغذي كُتاب المقالة بالأفكار لمدة طويلة، وسأحاول بين فترة وفترة أن أسلط الضوء على فكرة أو لمحة من كلام سمو ولي العهد، وألقي عليها بعض النور والتعريف.
عندما سأل أبو ليان «عبدالله المديفر» عن الطريقة التي يختار بها سمو ولي العهد الفريق الذي يعمل معه، أشار سموه إلى الكفاءة والقدرة وهذه أساسية، ثم أشار إلى مصطلح الشغف، وضرب المثال بسمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وهو يستحق ذلك من الشهادة، جاءته من أبي سلمان الذي يتابع ويرصد أعمال وإنجازات كل مسؤول.
بعد هذه المقابلة، سألني بعض الأصحاب والأحباب عن الشغف وما هو؟ ومن حسن الحظ أنني كتبت عنه عدة مقالات من سنوات، وأعتبره من أقوى الحوافز على الإنجاز والإتقان.
لقد عرّف قاموس أكسفورد الشغف بأنه: «شعور قوي للغاية، بالكاد تستطيع أن تسيطر عليه»، أما المذيعة العالمية «أوبرا وينفري» فتقول: «الشغف هو طاقة وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير إحساسك» .
وقد جربت الشغف والحماس حين أقوم بأي عمل، ووجدت النتيجة مذهلة، بل فتاكة في جانبها الإيجابي، ولقد صدق الفيلسوف «ايمرسون» حين قال: « لا يمكن تحقيق أي شيء عظيم بدون شغف» .
إن الشغف له مفعول كالسحر، فهو الحماس الذي يثير، والدافع الذي يحفز، لذلك ترى أن كل من يمتلك الشغف، يمتلك النجاح والإنجاز.
لقد كنت أثناء مسيرتي في الحياة، أبحث عن الصديق الذي يجمع بين الانضباط الذاتي والكفاءة والشغف، إلا وكان في قائمة الناجحين، لأن الشغف يجعل الإنسان يتقدم إلى الأمام، ويتحمس ويعمل بكل قلبه وجوارحه، ولقد صدق الروائي «باولو كويلو» حين قال: «عندما نحب، نتوق دائماً لأن نحسن من أنفسنا، وعندما نتوق لأن نحسن من أنفسنا يتحسن كل ما حولنا» .
حسناً ماذا بقي؟
بقي القول: إن الشغف هو ذلك الحافز المتوفر عند الرجل الناجح، والرجل الناجح إذا اندمج في العمل نسي نفسه، فلا ينظر إلى الساعة ولا ينتظر إجازة آخر الأسبوع، ولا يتململ من وقت الدوام، بل هو يطبق الحكمة الهندية القائلة: «أينما ذهبت، اذهب بكل ما في قلبك».