.. لا يوجد عداء بالمطلق، ولا يوجد تصالح دائم.
طبيعة العلاقات بين الدول أنها تشهد اختلافات بمستويات معينة بحسب الأحداث والظروف.
لكن السلام يظل خياراً استراتيجياً عند إدارة الأزمات ومناقشة الملفات حتى الصعبة والمعقدة منها، وخصوصاً اذا ما كانت تلك الدول تتشارك في التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة.
*****
.. والسلام هو النهج الإستراتيجي للسياسة السعودية، ولذلك هي تدعو دائماً الى الحوار والتقارب وتبني علاقات متوازنة تقوم على تحقيق الأهداف والمصالح.
وهذا النهج ثابت وراسخ منذ عهد المؤسس رحمه الله وإلى يومنا هذا، وما الدعوات إلى السلام التي أطلقها ولي العهد إلا حبة في منظومة العقد.
*****
.. اليوم، وفي أهم المنعطفات التي تشهدها منطقتنا العربية، أدارت المملكة البوصلة في كل الاتجاهات الصعبة والحرجة، وذلك بهدف استنبات السلام من رحم العواصف، وهذا ينم عن رؤية متقدمة لطبيعة الظروف والأحداث والمرحلة، وفهم تنويري بأن الطريق الى السلام لا تحققه الخلافات ولكن بالحكمة والحوار وتغليب المصالح.
*****
.. ومما يبعث السرور هو ما تشهده منطقتنا مؤخراً من حراك على مختلف الأصعدة بهدف إيجاد تقارب وتفاهمات مشتركة للعديد من المشاكل التي أثَّرت على أمن واستقرار المنطقة:
.. الحوارات السعودية الإيرانية المباشرة
.. والتواصل السعودي التركي
.. الاجتماعات المصرية التركية
.. الاتفاق السعودي الباكستاني.
حراك كبير وضخم وحساس تقوده وتدعمه وتشارك فيه المملكة.
وهو ما سيسهم في زيادة التقارب العربي العربي، والتفاف دول المنطقة بما يحقق أمنها واستقرارها، إضافة الى زيادة اللحمة الإسلامية، وما سيعكسه ذلك على العمل الإسلامي المشترك.
*****
.. لنا خلاف مع ايران.. نعم
ولنا خلاف مع تركيا.. نعم
ولكن الإشكال الأكبر هو أن نترك للآخر شيطنته والنفخ فيه من روحه إلى الحد الذي يشعرك وكأنه لا رجعة فيه بما يخلف وبالاً على المنطقة، وذلك بدلاً من تطويقه ومحاولة تجسيره والالتفاف عليه.
وربما كان هذا الآخر لا يريد بنا أو لنا خيراً.
وهنا أتذكر مقولة للأمير سعود الفيصل:
«الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط فتحت مجالاً أوسع للدول الكبرى للتدخل في الشؤون الداخلية للدول»..!!
*****
.. إيران مهما اختلفنا معها -حتى وان كان أيدلوجياً- إلا أنها تظل دولة جارة شئنا أم أبينا..
وكلام ولي العهد عن إيران ليس من باب التنميق السياسي ولكنها حقيقة علاقة جوار ومصالح:
«كل ما نطمح اليه هو علاقة جيدة مع إيران، لا نريد أن يكون وضع إيران صعباً، بل نريدها أن تكون مزدهرة، لدينا مصالح مشتركة».
وهو المنظورالسياسي الذي قاله سعود الفيصل: «ايران دولة اسلامية وجارة، ونتعامل معها على هذا المستوى».
*****
.. ومن المؤكد أن السعودية وإيران لهما دور كبير في حل مشاكل المنطقة ودول العالم الإسلامي، ولذلك من المهم جداً اتفاقهما وتعاونهما وتطويق أي خلاف يحدث بينهما.
*****
.. الأصداء الإيجابية لرسالة السلام السعودية من قبل الأطراف الأخرى تجعلنا نتأمل في إنهاء صراعات اليمن والعراق وسوريا وليبيا ولبنان، وأن يعود الأمن والاستقرار الى منطقة الشرق الأوسط.
*****
أخيراً:
لا تصدِّق حليف الشر، ولا تثق في من يقرع الطبول.