Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عيد أهالي المدينة المنورة.. عادات أصيلة تبدأ بالحرم

A A
لا يزال أهالي المدينة المنورة يحافظون على العادات والتقاليد التي توارثوها من الآباء والأجداد خلال أيام عيد الفطر المبارك، وللعيد فرحة غامرة منذ الإعلان عن رؤية الهلال حيث يحتفل الأهالي بعيد الفطر، إلا أن ذروة الأحتفالات تنطلق من المسجد النبوي الشريف بعد آداء الصلاة فيه ويعتبر هذا الاحتفال عفوياً دون تخطيط وذلك بخروج الرجال والنساء والأطفال من الحرم متوجهين إلي منازلهم سيراً على الأقدام ويضفي منظر ملابس الأطفال خاصة بالثوب والشماغ والفتيات بالفستان زاهية الالوان. فيما تستعد ربات البيوت في إعداد المائدة للعيد وهي وجبات الأفطار في صباح أول أيام العيد التي تشتهر بها المدينة خاصة التعتيمه وهي الشريك والفتوت والأجبان والبقدوس والمخللات والحلوى الطحينيه بالإضافة للوجبات الأخرى التي تتميز وجباتهم وتعد مقياساً لمدى مهارة ربة البيت في الطهي وهو ما تتنافس وتحرص عليه ربات البيوت لتقديم أفضل "عيد". ويقول العم صالح صديق صبر أن أهل المدينة المنورة لهم طابعهم الخاص في أيام وليالي شهر رمضان الكريم و العيد ويحرصون على عادات وتقاليد معينة ومن عادات العيد في المدينة بالسابق ومازالت جميله توارثناها عن اجدادنا وأبائنا منذ أكثر من قرن من الزمن هو بعد الصلاة في المسجد النبوي نتوجه لزيارة كبار السن وعمداء العائلات فتتم زيارة الآباء والأمهات والأعمام والأخوال منذ القدم على تقسيم أحبائهم على عدد أيام العيد بحيث يمكن من له الدور في منزله لاستقبال المهنئين وكل شخص تقريبا تمت زيارته في منزله وهو بدوره قام بزيارة الآخرين ومعايده سكان الحي من مواطنين ومقيمين وهي العادة التي لا تفرق بين أحد وتقديم التهنئه له بمناسبة عيد الفطر بعد أن من الله علينا بصيام وقيام شهر رمضان وقال العم صالح في الوقت السابق تقام الاحتفالات أول أيام العيد الذي يقيمه الأهالي سوا في المنازل أو في الأحياء أو في الحدائق العامة وقال أن أيام العيد الأربعة مقسمة ما بين معايدة أول أيام العيد الأهل والأصدقاء وبقية الأيام على أحياء وحواري المدينة ومن أبرز تلك الأحتفالات هي الفنون الشعبية والوانها المتعددة، وأضاف أن أول أيام العيد الأفطار على الشريك والفتوت وتحرص معظم بيوت المدينة على جلب كمية كبيرة من الشريك و الأجبان والحلوى الطحينية وغيرها وهي ما يطلق عليها أهل المدينة وقديماً كنا نسميها التعتيمة. قال نشأت الشريف من عادات العيد في المدينة وما إن تنتهي صلاة العيد في المسجد النبوي الشريف حتى تتحول أحياء المدينة في صباح العيد إلي عائلة واحدة بعد أن لبسوا أفخر الملابس ويبدأ أهالي الأحياء صغيرهم وكبيرهم في جو أخوي تسوده المحبة بالتجمع في الشوارع وبجانب المساجد لتبادل التهاني و إظهار الفرح والابتهاج بعيد الفطر السعيد يجتمعون معاً في صورة تؤكد عمق الترابط والتآخي والتلاحم والحب والوفاء في أحياء والمرافق العامة مسترجعين عادات العيد القديمة بالمدينة وتقديم القهوة والشاهي والتمر والحلويات بعد ذلك تبدأ العوائل بالتجمع وتناول الجميع إفطار العيد ومن ثم معايدة الأطفال بتوزيع الحلوى لهم وعيديتهم من مبلغ رمزي للأطفال. وقال ريان محمد تعد عادات العيد في المدينة جزء من المشاهد الأصيلة في الأحياء القديمة ومازالت في الأحياء الحديثة بكل آلفة ومحبة اجتماعية تنتقل من جيل إلي أخر ولا يزال سكان المدينة يحافظون على هذه العادات القديمة ويتمسكون بها لانها مظهر من مظاهر العيد التي لا يمكن الابتعاد عنها وفي أيام العيد تمتلك الفرحة الصغار والكبار وهي فرصة كبيرة لتلاقي الأقارب والناس معيدين بذلك تراث المنطقة وطابعها في الفرح بحلول العيد ولا تخلو المدينة في أيام العيد من إحياء الموروث الشعبي حيث تخصص الفرق الشعبية أيام لإظهار الفحر من خلال الأهازيج والألوان الشعبية التي تشتهر بها المنطقة في المناسبات كالمزمار الشعبي والسمسمية وغيرها ولكن مع الوضع الحالي وما تمر به المملكة حالة استثنائيه بسبب جائحة كورونا فالأجراءات الأحترازيه بالتباعد وعدم المصافحه هي أولوياتنا حتى نعود للحياة الطبيعية. وقال الشاب طلال تركي و محمد الكبريتي ينتظر الأطفال يوم العيد لجمع ما يستطيعون من عيديات لصرفها بعد ذلك في محال الألعاب وغيرها. ولا يكتمل الاحتفال بالعيد من دون الحلويات، فتتصدر الشوكولاته أطباق التقديم في أغلب البيوت، ونحرص زيارة الأقرباء للمعايدة عليهم في منازلهم خاصة أول أيام العيد. وقالت أسماء الطوخي يمثل عيد الفطر حالة فرح شاملة تعم العائلات في المدينة المنورة ولا تنفك الأسرة المدينيه التي تستعيد الماضي فيها من خلال تعزيز الترابط الأجتماعي وتعد صلاة العيد أول مناسبة نلتقي فيها الأسر ونحرص على ارتداء الملابس الجديدة كما يحمل أطفالنا سلال الحلوى لتوزيعها على المصلين أو على الماره وبعد انتهاء صلاة العيد في المسجد النبوي يحين موعد الإفطار الذي يجمع العائلات فمنها من يفضل اللقاء في المنازل حيث تجتمع العائلة على مائدة حافلة بكل الأصناف وتطغى الأجبان والشريك والمخللات ويعمد بعض العائلات إلي الإفطار في المطاعم التي تفتح أبوابها بعد صلاة العيد وتغلب عليها الأجواء الإحتفالية في بعض الأحياء من حيث يجتمع المواطنون التي يقطنوها لتناول وجبة الإفطار التي تكون غالباً مشاركة بين الأهالي. تغريد يوسف سيدة أعمال صاحبه محل متخصص بالبخار بالمدينة تقول أهالي المدينة لا يزال يحافظون على العادات والتقاليد وقبل الإعلان عن عن رؤية الهلال تبدأ الأسر بشراء الملابس الجديدة و يتوافد الشباب لصوالين الحلاقة و محلات المتخصصه بالبخار فنجد هناك ازدياد لها فمنذ 30 سنه اعتاد أهل المدينة على الاستعداد للمناسبة سوا الأعياد أو المناسبات الخاصة و النساء يقمن بزيارة الصوالين النسائيه لتزيين قبل ذروة الآحتفال بالعيد ثم تقام صلاة العيد في المسجد النبوي الشريف وبعد الانتهاء من الصلاة يبدأ بخروج الرجال والنساء والأطفال من الحرم متجهين إلي منازلهم سيراً على الأقدام ويضفي منظر ملابس الأطفال خاصة بالثوب والشماغ والفتيات بالفستان زاهية اللون، وتقول تغريد نذهب لبيت الجد وكل عوائل المدينة يجتمعون في بيت الجد الكبير سواء الجد للأم أو الجد للأب والأفطار لديهم بعد ذلك نتوجه لبيت أحد الأقارب يكون لديه الغداء يوم العيد وهكذا فتكون جميع البيوت عامرة ومفتوحة للجميع بدون استثناء. وقال الدكتور فراس أديب تحرص الأسر في المدينة المنورة نهاية شهر رمضان على التفنن بإعداد الحلويات المختلفة منها الدبيازة والمعمول وحمام البر والمشبك التي تقدم صباح العيد بعد الصلاة في المسجد وتتكون الدبياز من قمر الدين والمكسرات إلي جانب الأطباق الآخرى من الحلوى والتي تشارك كافة أفراد الأسرة الذين يتقدمهم كبير الأسرة مع تجهيز العيديات التي تدخل البهجة والسرور على نفوس الصغار كما يتم تنصيب الألعاب الشعبية القديمة التي تتنوع بين المراجيح وركوب الخيل و أقامة الفعاليات في الحدائق العامة وهو ما يضفي أجواء احتفالية في الميادين تفرح الصغار وتبهج الكبار. وقال أحمد فرغلي من العادات الجميلة والتي تتميز بها المدينة بالعيد ولا سيما عيد الفطر لبس الجديد فالكل يلبس الجديد من الثياب ويحاول كل أن يظهر بمظهر لائق بهذه المناسبة الكبيرة وبالأخص الأطفال وقال فرغلي العيد في المدينة له طابع خاص ونكهة مميزة تعبق بالروحانية وتختزل في الذاكرة الماضي الجميل ففي يوم العيد يخرج الناس إلي أداء الصلاة في المسجد النبوي الشريف وبعد الانتهاء من الصلاة ينتشر الأطفال بملابس العيد الجميلة في الساحات الخارجية للحرم فرحين سعداء بالعيد ويقوم الكبار بمعايدة الأقارب والجيران ويتبادلون الزيارات فيما بينهم أما الأطفال فيخرجون للمعايدة فيتجولون بين بيوت الحارة تغمرهم الفرحة البالغة بالعيد وفرحين بما يحصلون عليه من عيديات وحلويات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store