Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

كل عام وعيدكم عيدان

A A
حينما صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بتاريخ 26/9/1438هـ استقبل الشعب السعودي القرار بفرحة غامرة لأنه أدرك أن القيادة تضع خارطة طريق وتوجه البوصلة نحو مستقبل مشرق للوطن وأبنائه.. فاستبشرنا وحلت التهاني، واقترنت الفرحة بعيد الفطر المبارك فكان العيد عيدين.

ويأتي هذا العام وفي رمضان ليبشرنا الأمير المُلهم ببشارات أثلجت صدورنا وأن هذه الأرض الطيبة بإنسانها وكنوزها الطبيعية، والتراثية لا تزال تنبض بالحياة لأن أميرنا الشاب قد صمم مسار رؤية 2030م. وبعد مضي خمس سنوات جاءت النتيجة مبهرة ليس لنا فحسب بل للعالم الذي أبرز في إعلامه حديث سموه وسلط الضوء على مكامن القوة وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية للدولة السعودية.

جاءت إعلانات حديث سموه في كل وسائل الإعلام ليلغي الجميع ارتباطاته الاجتماعية والثقافية ولينصتوا لحديث المفكر السياسي، والخبير الاقتصادي، والعالم الاجتماعي الذي لم يترك شاردة ولا واردة تهم الوطن والعالم الا وتحدّث عنها؛ يستثير مكامنه المذيع المتألق عبد الله المديفر الذي استخدم لغة الجسد، ونبرة الصوت، وأدب الحوار بالرغم من الموضوعات الشائكة التي طرحها. فجاء الحديث مطمئناً الجميع حيث لخص سموه إنجازات أعوام مضت وطموحات قادمة لتعزيز الرؤية 2030م؛ فتحدث عن مجانية التعليم والصحة، والسكن. كما أكد على أهمية تنويع الاقتصاد فلم يعد البترول المصدر الرئيس الذي تعتمد عليه الدولة؛ بل تنويع مصادر الدخل فلدينا الآن موارد اقتصادية عالية من الصناعة، والزراعة، والسياحة ولكن إدارة تلك الموارد والمحافظة عليها هو ما تحتاجه الدولة لذلك كان الاعتماد على الانسان السعودي؛ فالموطن كما قال سموه هو الرهان على نجاح رؤية 2030 فبدونه لا نستطيع أن نحقق شيئاً، وهدف سموه رفع الوظائف الجيدة الى 80% وهذا يقوم حتماً على تحسين الإجراءات والانظمة وحوكمة كافة القطاعات.

كان حديث سموه حديث الخبير الذي يدلل بالأرقام والإحصائيات وهذا يتطلب حضوراً ذهنياً كبيراً تفوق فيه سموه على كبار القادة المتخصصين فذكر أن لدينا (370 مليار ريال) وفراً مالياً، و(369 مليار ريال ايرادات غير نفطية) ، و(175 مليار ريال) تدفقات أجنبية العام الماضي و(1.1 تريليون) قيمة الاستثمارات الصناعية وأن صندوق الاستثمارات هذا العام ضخ (160 ملياراً). ومن الناحية الاجتماعية وعد شبابنا وشاباتنا العاطلين عن العمل بخفض نسبة البطالة هذا العام إلى 11%.

ومن أجمل ما تحدث به هو حديثه عن وسطية الاسلام الذي هو منهج الدولة السعودية في الحكم؛ فدستورنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مما يدلل على ثقافته وتربيته الدينية الذي أخذها عن والده وجده، والأجمل من ذلك اهتمامه بفتح باب الاجتهاد وأن لا نغلق عقولنا على ما كان في الزمن الماضي، بل نتطور بما يتواكب مع المستجدات العالمية مع المحافظة على الثوابت.

كما كان حديثه عن سياسة المملكة الخارجية مع أمريكا وإيران واليمن حديث الخبير بالتاريخ والقائد المحنك الذي يستقطب القوى ولا يسمح بالهيمنة، وإن تعزيز المصالح السعودية الأمريكية متبادلة، وايران دولة جارة وكل ما نطمح اليه أن تكون لدينا علاقة طبيعية ومميزة معها.. ولا نريد أن تكون ايران في وضع صعب، في إشارة الى ضرورة السلام في المنطقة. ودعا الحوثي الى طاولة مفاوضات مع جميع الأقطاب اليمنية للوصول الى حلول سلمية، وأن المملكة قد عرضت وقف إطلاق النار..

كل تلك المعطيات تجعلنا نفخر بهذه القيادة ونجدد الولاء والبيعة لها، فهو قائد الرؤية المبشر بالأمن والسلام كخيار إستراتيجي وها هو حراك سياسي مع ايران، وتواصل تركي، واجتماعات تركية مصرية.. قبل أيام من عيد الفطر ليبشر العالم الإسلامي أن السلام هدف تقوم عليه رؤية 2030م.. وكل عام وعيد المسلمين عيدان بخطط وإنجازات سعودية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store